الضفة المحتلة - شبكة قُدس: تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية، تخللتها مواجهات عنيفة واعتداءات على الأهالي والصحافيين، في وقت صعّدت فيه ميليشيات المستوطنين هجماتها على التجمعات البدوية في محيط القدس المحتلة.
ففي مدينة طوباس، استُشهد الشاب عبد الرحمن أحمد درواشة برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في مخيم الفارعة جنوب المدينة، بينما جابت آليات الاحتلال شوارع بلدة عقابا ومدينة طوباس وسط انتشار عسكري كثيف وإطلاق نار متقطع. كما اقتحمت قوات الاحتلال مناطق عدة في جنين، من بينها حرش السعادة وبلدات رابا، برقين، عجة، وفحمة، وداهمت منازل المواطنين واعتقلت عدداً من الشبان، بينهم شاب من حرش السعادة.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال والد الأسير المحرر المبعد إلى مصر ظافر برهم من بلدة كفر قدوم بعد مداهمة منزله وتفتيشه، فيما شهدت البلدة مواجهات تخللتها اعتداءات على الأهالي. وامتدت الاقتحامات إلى مدن رام الله، نابلس، بيت لحم، والخليل، حيث اندلعت مواجهات في عابود شمال غربي رام الله، وفي منطقة صوفين بمدينة قلقيلية، بينما ألقى شبان فلسطينيون زجاجات حارقة تجاه مستوطنة “بسغوت” المقامة على أراضي البيرة، ما أدى إلى اندلاع حريق في محيطها، تبعته قنابل إضاءة أطلقها جنود الاحتلال لتأمين المكان.
وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد عواد بعد اقتحام منزله، كما اعتدت على الشاب قيس علي في كفر قدوم قبل اعتقاله. واعتقلت أيضاً الشابين فارس جمال أبو عواد ومجد ضياء صبارنة من بلدة بيرزيت شمال رام الله، إلى جانب آخرين من مخيم العين في نابلس وحي المصايف في رام الله.
وترافقت هذه العمليات مع اعتداءات نفّذها مستوطنون ضد صحافيين في بلدة بيتا جنوب نابلس خلال تغطيتهم اقتحاماً استمر ساعات طويلة، صادرت خلاله قوات الاحتلال تسجيلات من كاميرات المراقبة بزعم تتبّع منفذي هجوم بزجاجات حارقة استهدف مركبات مستوطنين الليلة الماضية.
وفي سياق متصل، هاجمت مجموعات من المستوطنين المسلحين، صباح اليوم الأحد، تجمعاً بدوياً في سهل جبع شمال شرق القدس المحتلة، في اعتداء جديد يندرج ضمن تصاعد الهجمات المنظمة ضد التجمعات البدوية في محيط العاصمة المحتلة. وقالت مصادر محلية إن عشرات المستوطنين اقتحموا التجمع البدوي المقام على أراضي بلدة جبع تحت حماية قوات الاحتلال، واعتدوا على السكان داخل خيامهم ومساكنهم البسيطة، قبل أن يشعلوا النار في عدد من الخيام ومخازن الأعلاف والمركبات العائدة للعائلات الفلسطينية.
وأسفر الهجوم عن إصابة سبعة مواطنين بجروح ورضوض جراء الضرب المبرح ورشق الحجارة، فيما هرعت طواقم الإسعاف إلى المكان وقدّمت العلاجات الأولية للمصابين. ويعيش أهالي التجمعات البدوية شمال شرق القدس في ظروف بالغة الصعوبة بفعل الاعتداءات المتكررة ومحاولات التهجير القسري التي تستهدف تفريغ المنطقة لصالح التوسع الاستيطاني.
وتُعد منطقة سهل جبع من أبرز المناطق المستهدفة بسياسات الاستيطان والتهجير، إذ يتعرض سكانها بشكل متكرر لعمليات هدم ومصادرة أراضٍ وتقييد في الرعي والتنقل. ويقول الأهالي إن الاعتداءات الأخيرة تأتي ضمن خطة ممنهجة لإحكام السيطرة على التلال والمناطق المفتوحة المحيطة بالقدس وتوسيع المستوطنات المقامة عليها.



