شبكة قدس الإخبارية

تقرير: نتنياهو ينسف هدنة غزة وترامب الخاسر الأكبر 

51eeb4f0-d25b-11ef-9ffc-0f431ca6ab3b-file-1736847513020-738483537

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: قال تقرير نشره موقع إنترسبت الأميركي إن "إسرائيل" نسفت الهدنة التي تفاخر بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما وضع واشنطن في موقف حرج أمام دول العالم إذ اتجهت إليها الأنظار لرؤية رد فعلها على تصرفات حليفتها.

وجاء التقرير بعد أن أمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بشنّ غارات جوية عنيفة على غزة الثلاثاء، أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

وأشار الموقع إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد أيام فقط من زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لقاعدة عسكرية أميركية جديدة أقيمت لدى الاحتلال، في محاولة لتأكيد التزام واشنطن بوقف إطلاق النار، لكنّ تصرفات نتنياهو قوضت تلك الجهود.

ومن اللافت وفق التقرير أن "إسرائيل" أبلغت إدارة ترامب مسبقا بعزمها تنفيذ الغارات، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُحاسب حليفتها أو تواصل غض الطرف عن انتهاكاتها المتكررة.

وعلق سياسيون على ذلك بالقول، إن "الأنظار تتجه إلى واشنطن لمعرفة هل ستكون حكما نزيها أم مجرد واجهة سياسية تتيح للإسرائيليين الإفلات من العقاب كما جرت العادة؟"، وفق الموقع.

وكان ما حصل هو الخيار الثاني، إذ قلّل جاي دي فانس نائب الرئيس الأميركي من شأن الهجمات ووصفها بأنها "اشتباكات صغيرة"، مؤكدا أن "الهدنة ما زالت صامدة"، حسب التقرير.

ونقل الموقع تعليق رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن "إسرائيل" لم تكن جادّة مطلقًا في الالتزام بالهدنة، بل كانت تبحث عن مبررات لاستئناف هجماتها.

ويرى عبده أن الهجمات الإسرائيلية هدفها دفع الفلسطينيين للرد العسكري، بهدف تقويض الهدنة، وقال: "إنهم يحاولون استفزاز الفلسطينيين ودفعهم إلى الردّ، هذه هي استراتيجيتهم. يريدون أي ردّ من الفلسطينيين فقط ليبرروا استكمال مهمتهم التدميرية".

وفي المقابل، أكد عبده أن إسرائيل "لو كانت لها نية حقيقية لإعادة رفات أسراها، لسهلت كل الجهود لتحقيق ذلك، بدلا من اختلاق هذه القصص عن خرق الهدنة وابتداع الصور الملفقة".

وحسب التقرير، التزمت حماس بشروط الهدنة وأعادت جميع الأسرى الأحياء خلال المهلة المحددة، إضافة إلى جثامين 15 من أصل 28 قتيلا إسرائيليا، لكنها تواجه عراقيل إسرائيلية تمنع دخول فرق البحث لاستكمال العمل.

وأضاف أن "إسرائيل" كانت الطرف الذي قوض الهدنة منذ البداية، إذ واصلت فرض قيود على المساعدات الإنسانية، وتدمير البنية التحتية في المناطق التي تسيطر عليها بغزة (أكثر من 50%)، كما أغلقت معبر رفح الحيوي وقصفت القطاع عدة مرات بالفعل.

كما استغلت حكومة الاحتلال الهدنة للتخفيف من حدة الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمطالبة بإعادة الأسرى، ثم عادت للتصعيد العسكري بمجرد انخفاض الضغط الشعبي، وهو نمط "العنف" ذاته الذي اتبعته في هدَن سابقة عامي 2023 و2024.

وخلص التقرير إلى "إسرائيل"، بإصرارها على إفشال الهدنة، لا تضر الفلسطينيين فحسب بل تُضعف أيضا موقف الولايات المتحدة أمام العالم، التي سمحت لنتنياهو بالإخلال بوعود ترامب دون أي محاسبة.