متابعة قدس: حققت السياسية الأيرلندية كاثرين كونوِلي، النائبة المعروفة بانتمائها إلى اليسار وبمواقفها المناهضة لـ”إسرائيل”، فوزًا كاسحًا في انتخابات الرئاسة الأيرلندية، حاصدةً 63.4% من الأصوات مقابل 29.5% فقط لمنافستها الوزيرة السابقة هيذر همفريز. وقالت كونوِلي عقب إعلان النتائج في احتفال أقيم في قلعة دبلن: “سأكون رئيسةً تُصغي وتتحدث عندما تقتضي الضرورة. معًا سنصوغ جمهورية جديدة يُقدَّر فيها الجميع”.
ورغم أن منصب الرئيس في أيرلندا رمزي في الأساس، وتُدار شؤون الدولة فعليًا من قِبل رئيس الوزراء ميهال مارتن من حزب “فيانا فويل” الوسطي-اليميني، إلا أن فوز كونوِلي الساحق سيمنحها منصة بارزة لتعبير أوسع عن مواقفها، في بلد يُعد من أكثر الدول الأوروبية انتقادًا لـ”إسرائيل”. فقد وصفت “إسرائيل” بأنها دولة إرهابية واتهمتها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، لتبدو أكثر انتصارًا للحق الفلسطيني من الرئيس المنتهية ولايته مايكل هيغينز، المعروف هو الآخر بانتقاداته اللاذعة لسياسات الاحتلال.
تبلغ كونوِلي 68 عامًا، وهي نائبة في البرلمان الأيرلندي منذ عام 2016. درست علم النفس السريري ومارست المحاماة قبل أن تنخرط في العمل السياسي عبر حزب العمال الأيرلندي، الذي انسحبت منه لاحقًا لترشح نفسها كمستقلة تمثل أقصى اليسار. لم تكن تحظى بشهرة واسعة قبل الانتخابات الأخيرة، لكنها اكتسبت زخمًا متزايدًا خاصة بين الشباب، في وقت فشلت فيه أحزاب الائتلاف الحاكم في طرح مرشح قوي، واضطرت المعارضة اليسارية إلى توحيد صفوفها خلفها.
برزت كونوِلي في الأشهر الماضية بتصريحاتها المناصرة للفلسطينيين. ففي مقابلة حديثة، قالت إنها لا تستطيع “استبعاد حركة حماس كتنظيم فلسطيني شرعي”. وأوضحت: “حماس فازت في آخر انتخابات فلسطينية عامي 2006 و2007، وهي جزء من النسيج المدني في فلسطين.
وواصلت كونوِلي انتقادها للحكومات الغربية التي، برأيها، “تتعامل بازدواجية تجاه حركات التحرر”. كما هاجمت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على خلفية اعترافه بدولة فلسطين مع استبعاده لحماس من أي إدارة مستقبلية في غزة، وقالت: “أنا من بلد عانى من الاستعمار. لا يجوز لنا أن نُملي على شعبٍ ذي سيادة كيف يُدير دولته. الفلسطينيون وحدهم يقررون، بطريقة ديمقراطية، من يقودهم”.
شاركت كونوِلي في العديد من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، ونشرت مؤخرًا عبر حسابها في “إنستغرام”: “إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة. تطبيع الإبادة كارثي على الشعب الفلسطيني، وعلى الإنسانية بأسرها”. وأفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بأن مواقفها تلك أكسبتها دعمًا من فرق موسيقية وشخصيات يسارية في أيرلندا الشمالية، من بينها أعضاء فرقة “نيكاب” الذين رفع أحدهم علم حزب الله خلال حفل موسيقي عام 2024.
وتدعو كونوِلي إلى توحيد جمهورية أيرلندا مع أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، وطالبت بإجراء استفتاء لتحقيق ذلك الهدف، ما جعلها تحظى بدعم حزب “شين فين” الجمهوري الساعي للوحدة الأيرلندية. كما تبدي معارضة لسياسات الاتحاد الأوروبي، متهمة إياه بـ”عسكرة القارة” في مواجهة روسيا. ورغم إدانتها الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد اتهمت حلف الناتو بـ”التحريض على الحرب عبر استفزاز موسكو”.



