ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: تسود حالة من القلق داخل المنظومة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي إزاء الوتيرة السريعة التي تدفع بها الإدارة الأمريكية خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الاندفاع إلى المساس بالمصالح الأمنية الحيوية للاحتلال.
وكشفت القناة 12 العبرية أن هذه المخاوف طُرحت خلال الأيام الأخيرة على مستويات عليا في جيش الاحتلال، في ظل ما يُنظر إليه على أنه محاولة أمريكية لتحديد ملامح الترتيبات الأمنية والسياسية المقبلة دون التشاور الكافي مع حكومة الاحتلال.
وبحسب التقرير، فإن نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، وصلوا إلى “إسرائيل” لمتابعة تنفيذ الخطة ميدانياً والتأكد من سير مراحلها دون تأخير. غير أن مسؤولين في المنظومة الأمنية لدى الاحتلال حذّروا من أن النهج الأمريكي الحالي قد يصطدم قريباً بالمصالح الأمنية “الإسرائيلية”، خاصة مع محاولة واشنطن فرض قواعد ميدانية جديدة لإدارة الوضع في غزة.
ويتركز القلق الإسرائيلي – وفق القناة – حول جملة من الملفات الحساسة، أبرزها نقاط انتشار جيش الاحتلال داخل القطاع، وتعليمات إطلاق النار، وآلية إدخال المساعدات الإنسانية. وتخشى المنظومة الأمنية من أن تتحول هذه القضايا إلى ملفات خاضعة لقرارات أمريكية أو دولية، ما سيُعدّ تقويضاً لحرية عمل الجيش ومساساً بسيادة القرار الميداني.
كما تخشى أذرع الاحتلال الأمنية من أن يؤدي تصاعد الدور الأمريكي إلى تقييد قدرة جيش الاحتلال على استخدام القوة النارية ضد أهداف في غزة، وإلى الحد من هامش المناورة السياسية أمام حكومة الاحتلال في التعامل مع حركة حماس. وتشير القناة إلى أن المؤشرات الميدانية والسياسية توحي بأن واشنطن تسعى لترسيخ وجود عملي على الأرض ضمن ما تسميه “آلية مراقبة التنفيذ”.
وفي هذا الإطار، عقد فانس وويتكوف وكوشنر مؤتمراً صحفياً في المقر الأمريكي الذي أُقيم داخل مستوطنة كريات غات، حيث أعلنوا انطلاق عمل القاعدة الأمريكية الجديدة المكلفة بمتابعة الأوضاع في غزة والإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق الميداني. وقال فانس خلال المؤتمر: “الوضع في القطاع معقد، هناك حماس وجيش الاحتلال، وفي الوسط سكان أبرياء. فرق أمريكية و"إسرائيلية" تعمل معاً لإعادة إعمار غزة سعياً إلى سلام طويل الأمد”.
وختمت القناة تقريرها بالتأكيد على أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي تمثل إشارة رضى من واشنطن عن وتيرة تنفيذ الخطة، لكنها في الوقت ذاته تثير قلقاً متزايداً داخل المنظومة الأمنية لدى الاحتلال من احتمال حدوث “لحظة تصادم” بين الجانبين، في حال تعارضت المصالح حول مناطق الانتشار، إدارة المعابر، وآليات إعادة الإعمار.