شبكة قدس الإخبارية

في الذكرى الثانية للطوفان: الفصائل الفلسطينية تؤكد استمرار المقاومة وحزب الله يجدّد العهد

487168.jpeg

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، أصدرت فصائل فلسطينية بيانات متزامنة أكدت فيها أن عامين من الحرب لم ينالا من صمود الفلسطينيين ولا من تمسّكهم بخيار المقاومة. البيانات ربطت بين المشهدين المحلي والإقليمي، واعتبرت أن تداعيات المعركة ما زالت ترسم توازنات جديدة في المنطقة، فيما جدد حزب الله التزامه السياسي والمعنوي بدعم القضية الفلسطينية في هذه المحطة الرمزية.

ورسمت بيانات الفصائل الفلسطينية ومعها حزب الله، لوحة خطابية واحدة ملخصها؛ وقف شامل للحرب، رفض الوصاية، تثبيت حق المقاومة، واستثمار التحولات الدولية لصالح القضية، أما الميدان، وفق البيانات، فيبقى مفتوحًا على معادلة صمودٍ ممتدّ، فيما تُعلّق القيادات آمالها على وحدةٍ داخلية تُعيد تنظيم البيت الفلسطيني لما بعد الحرب.

ووصفت حركة حماس السابع من أكتوبر بـ”يوم العبور المجيد”، قائلة إن العامين الماضيين رسّخا تحولًا سياسيًا وعسكريًا في الإقليم، على الرغم من “حرب وحشية” و”تواطؤ دولي وصمت عربي”. أكدت الحركة أن الالتفاف الشعبي حول المقاومة لم يتراجع، وأن “الراية لم تسقط” رغم كلفة الدم، مكرِّسة حقها في الدفاع المشروع عن القدس والأقصى وفلسطين كاملة.

وأشارت حماس إلى أن قادة ومقاتلين بارزين ارتقوا خلال الحرب، مؤكدة أن ذلك لم يغيّر في معادلة الاستمرار ولا في تمسّكها بخيار الكفاح حتى تقرير المصير. وختمت بأن ما بعد العامين هو “صمود فوق الصمود”، وإصرار على منع أي وصاية خارجية على القرار الفلسطيني.

أما حركة الجهاد الإسلامي، التي صادفت ذكراها الـ38 مع الذكرى السنوية للمعركة، فحمّلت الولايات المتحدة مسؤولية “الإشراف على الإبادة” في غزة، مؤكدة المضي في “عهد الجهاد” بالتنسيق الكامل مع الفصائل، وفي مقدمتها حماس. شددت الحركة على رفض تفتيت الضفة أو تحويلها إلى “كانتونات”، وعلى التمسك بحق اللاجئين في العودة وبدور الأونروا.

وتحدث بيان الجهاد الإسلامي عن سعيٍ لوقف دائم للعدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع، وإدخال المساعدات وإطلاق عملية إعادة إعمار وتبادل “مُشرّف” للأسرى. وحيّى البيان جبهات الإسناد الإقليمي والحراك العالمي، مؤكداً أن المقاومة أحبطت خطط التهجير وأنها مستمرة حتى التحرير.

الجبهة الشعبية رأت في السابع من أكتوبر “صرخة مدوية” أعادت القضية إلى قلب الوعي العالمي وكسرت “غطرسة القوة”، معتبرة أن حرب غزة كشفت “منظومة استعمارية” تستخدم الحصار والتجويع سلاحًا منظّمًا. وأشارت إلى عزلٍ أخلاقي متزايد للاحتلال بفعل موجات التضامن في العواصم الغربية والحملات الشعبية العابرة للحدود.

ودعت الشعبية إلى وقف شامل للحرب ورفع الحصار والبدء بإعادة الإعمار، محمِّلة الإدارة الأمريكية مسؤولية أي إطالة للعدوان أو تعطيل للمفاوضات. ورفضت أي وصاية أجنبية على غزة، مقترحة لجنة إدارية مؤقتة برعاية مصرية ريثما تُشكَّل حكومة وحدة وطنية تقود ترتيبات ما بعد الحرب.

الجبهة الديمقراطية بدورها أكدت أن “الوحدة والمقاومة الشاملة” طريق كسر الهجمة الإسرائيلية وحماية الكرامة الوطنية. وقالت إن تضحيات العامين الأخيرين وما رافقها من اعترافات متزايدة بدولة فلسطين وعزلة دولية متفاقمة للاحتلال، تفرض استثمار اللحظة بالدفع نحو إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة ورفض أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب.

وطالبت الديمقراطية بإطلاق مسار إعمار منظم، والحفاظ على دور الأونروا، وتمكين الحياة السياسية والمدنية في القطاع ضمن إطار منظمة التحرير، وصولًا إلى انتخابات عامة وفق التمثيل النسبي الكامل. واعتبرت أن مبادرات وقف الحرب، بما فيها الطروحات الأمريكية، تعكس إدراكًا متأخرًا لكلفة العزلة التي تطوّق إسرائيل.

لجان المقاومة اعتبرت الطوفان “نقطة تحوّل تاريخية” حطّمت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهَر” وأعادت روح العبور 1973 إلى الواجهة. وحمّلت اللجان واشنطن مسؤولية مباشرة عن الدم الفلسطيني بوصفها “المُموّل والغطاء” للعدوان، مؤكدة أن أي حديث عن نزع سلاح المقاومة “شرعنة للاحتلال” ومحاولة لطيّ المشروع الوطني.

ودعت اللجان إلى استراتيجية وطنية موحّدة تُغلّب المصلحة العامة وتطوي صفحة الخلافات لمواجهة مشاريع التصفية. وأشادت بجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وإيران، معتبرة أن تساند الساحات يُرسّخ معادلة ردع جديدة ويؤكد مركزية فلسطين في وعي شعوب المنطقة.

حركة المجاهدين الفلسطينية أكدت أنها، وجناحها العسكري “كتائب المجاهدين”، قدّمت “ملحمة صمود” على امتداد الجغرافيا الفلسطينية، مذكّرة باستشهاد أمينها العام الدكتور أسعد أبو شريعة “أبو الشيخ” وثلة من قادتها في المعركة. ورأت أن محاولات “كسر عزيمة الشعب” باءت بالفشل، وأن التمسك بالأرض والحقوق ثابت رغم فداحة الأكلاف.

وشددت “المجاهدين” على أن خيار المقاومة سيبقى المسار الرئيس لمواجهة الجرائم الإسرائيلية، مع الدعوة إلى رصّ الصفوف وتضميد الجراح وتحقيق إجماع وطني يحصّن إدارة الشأن الفلسطيني دون وصاية. وحيّت جبهات الإسناد، ولا سيما اليمن، وأحرار العالم المشاركين في أساطيل الصمود والفعاليات المناصرة لغزة.

وفي موازاة البيانات الفلسطينية، جدد حزب الله في لبنان، في بيان بالمناسبة، العهد بالوقوف مع “شعب فلسطين المقاوم والصامد” ومع فصائل المقاومة التي “تخوض منذ سنتين معركة الدفاع المقدس عن القدس والأمة”. ورأى الحزب أن المعركة كشفت “الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني” المدعوم من “الطاغوت الأميركي”، داعيًا إلى توحيد الموقف العربي والإسلامي وترجمة الرفض الشعبي للعدوان إلى خطوات تردع الاحتلال “الذي لا يفهم إلا لغة القوة”.

وحيّا حزب الله الشهداء والجرحى والأسرى، والإسناد الذي قدّمته إيران واليمن والعراق وسائر القوى الداعمة، معتبرًا أن مناسبة السابع من أكتوبر ستبقى “علامة فارقة” في تاريخ صراع شعب “ينشد حريته”، وأن طريق النصر يستند إلى صبر الناس وثباتهم وإرادتهم الجمعية.