متابعة قدس: أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن ما يسمى بـ"خطة ترامب" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تمثل انحيازًا أمريكيًا مطلقًا للاحتلال الإسرائيلي، وتبنيًا لمشروعه الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية، في وقت يتواصل فيه العدوان وجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضحت الشبكة، في بيان صحفي، أنها ترحب بأي جهد دولي جاد من شأنه أن يقود إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ينهي الجرائم المرتكبة في غزة، لكنها شددت على أن الخطة الأمريكية المطروحة بصيغتها الحالية لا توفر أي ضمانات حقيقية لوقف آلة القتل، ولا لإنهاء المشروع الاستيطاني الاستعماري، بل تعيد ترتيب آليات السيطرة الإسرائيلية على القطاع.
وبيّنت أن الخطة جاءت بعد تعديلات فرضها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتنسجم مع المطالب الإسرائيلية، محذّرة من أنها لا تقدم أي أفق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو وقف جرائم الإبادة، بل تهدف عمليًا إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية لتمزيق وحدة الشعب الفلسطيني.
وأضافت الشبكة أن التلويح باستمرار الإبادة والتهجير في حال رفض الخطة يمثل ابتزازًا سياسيًا لشعب يرزح تحت الاحتلال، داعية كافة القوى والائتلافات الفلسطينية إلى توحيد الصفوف وبناء موقف وطني جامع قادر على مواجهة مستوى المخاطر الراهنة وضمان حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
وشددت على أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة، في تفكيك منظومة الاستعمار ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي بشكل كامل، مؤكدة أن من واجب هذه الدول حماية الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير.
وختمت الشبكة بالتأكيد على أن مبادرة كولومبيا المطروحة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن قرار "متحدون من أجل السلام" تمثل إطارًا عمليًا لمساءلة الاحتلال ووضع حد لإفلاته من العقاب، داعية دول العالم إلى رفض أي مشاريع تهدف إلى إعادة إنتاج الاحتلال أو إعادة تغليفه، والتمسك بالمسار القانوني والسياسي الضامن للحقوق الفلسطينية المشروعة.