شبكة قدس الإخبارية

بهدف التلاعب في العقول: الاحتلال يستثمر بملايين الدولارات لتوجيه الذكاء الاصطناعي لصالحه

926581-2136987367

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: كشفت الباحثة نيك كليفلاند-ستاوْت، الزميلة في برنامج “دمقرطة السياسة الخارجية” بمعهد كوينسي، عن حملة دعائية ضخمة تمولها حكومة الاحتلال الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة. وبحسب تقريرها، فقد أبرمت وزارة الخارجية لدى الاحتلال عقدًا مع شركة Clock Tower X LLC، التي يقودها المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، براد بارسكال، مقابل ستة ملايين دولار. الهدف: إنتاج محتوى دعائي موجه للشباب الأميركي من جيل Gen Z على منصات مثل تيك توك، إنستغرام، يوتيوب والبودكاست، مع التزام بتحقيق خمسين مليون مشاهدة شهريًا وتخصيص 80% من الإنتاج لهذه الفئة.

وتؤكد الباحثة أن البعد الأخطر في العقد يكمن في تكليف الشركة بإنشاء منصات رقمية جديدة تؤثر في طريقة تفاعل نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، مع القضايا المتعلقة بإسرائيل. كما ستعتمد الشركة على برمجيات MarketBrew AI لتحسين ظهور الرواية الإسرائيلية على محركات البحث مثل غوغل وبينغ، بما يضمن ترسيخ صورة الاحتلال وتلميعها. وإلى جانب ذلك، سيجري دمج الرسائل الدعائية في شبكة Salem Media اليمينية المسيحية، التي تضم شخصيات بارزة مثل لارا ترامب وهيو هيويت، ويشارك بارسكال فيها بصفته مستشارًا استراتيجيًا.

العقد المعلن يقدَّم تحت لافتة “مكافحة معاداة السامية”، لكن جوهره – بحسب التقرير – يتركز على إعادة تسويق الرواية الإسرائيلية في الوعي الأميركي، خصوصًا لدى الأجيال الشابة. وتشرف على هذه الجهود بشكل مباشر إيران شايوفيتش، رئيس ديوان وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي يقود مشروعًا دعائيًا يُعرف باسم “545” لتضخيم الصوت الإسرائيلي عالميًا.

وتأتي هذه الخطوات في وقت يشهد فيه الرأي العام الأميركي تراجعًا واضحًا في التعاطف مع الاحتلال. فقد أظهر استطلاع لمعهد غالوب في يوليو الماضي أن 9% فقط من الأميركيين بين 18 و34 عامًا يدعمون العدوان على غزة، بينما اعتبر 47% أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. هذا التراجع دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الإقرار، خلال اجتماع مع مؤثرين موالين لإسرائيل، بأن وسائل التواصل الاجتماعي باتت “السلاح الأهم” في معركة الوعي، مؤكدًا أن الحروب الحديثة تُخاض عبر المنصات الرقمية أكثر من ساحات القتال.

كما يبرز التقرير أن شركة Havas Media Network الفرنسية، التي تدير العقود الدعائية الإسرائيلية، استعانت بعدة شركات أميركية، منها SKDK المقربة من الحزب الديمقراطي، والتي كانت قد أدارت سابقًا “جيشًا إلكترونيًا” لدعم الدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل، قبل أن تنهي عقدها في أغسطس. ومن هنا تولت شركة Clock Tower المهمة، لتبدأ مرحلة جديدة من الحملة الرقمية الواسعة التي توظف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لإعادة إنتاج الخطاب الإسرائيلي في الولايات المتحدة.