ترجمة عبرية - شبكة قدس: قال المؤرخ الإسرائيلي الشهير آفي شلايم إنه لا يؤيد حركة حماس سياسيًا، لكنه يؤيد إخراجها من قوائم الإرهاب خطوة استنادًا إلى قراءة تاريخية دقيقة لمسار الحركة.
وأوضح أن انتخابات عام 2006 التي فازت بها حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني شكّلت إنجازًا ديمقراطيًا استثنائيًا تحقق رغم الاحتلال الإسرائيلي، غير أن “إسرائيل” رفضت الاعتراف بنتيجتها، وتبعتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ما وصفه شلايم بأنه موقف مُخزٍ يناقض ادعاءات الغرب المتكررة بالدفاع عن الديمقراطية.
وأضاف أن المشكلة بالنسبة للغرب لم تكن في نزاهة العملية الانتخابية، بل في أن الفلسطينيين صوّتوا للحزب “الخطأ”، لذلك لم تُقبل نتائج صناديق الاقتراع، فيما عملت “إسرائيل” بكل الوسائل على إفشال حكومة منتخبة ديمقراطيًا.
شلايم أشار إلى أن التآمر على حماس لم يقتصر على “إسرائيل”، بل شاركت فيه أطراف إقليمية ودولية، من بينها حركة فتح والمخابرات المصرية والإدارة الأميركية، التي لم تسمح للحركة أن تحكم بالفعل. كما شدد على أن كل اتفاقات وقف إطلاق النار منذ عام 2010 كانت “إسرائيل” هي من تبادر بخرقها، الأمر الذي أسس لدوامة جديدة من التصعيد.
وحول هجوم السابع من أكتوبر، أوضح شلايم أن العملية حملت رسالة قوية مفادها أن الفلسطينيين لن يقبلوا التهميش، وأن خيار المقاومة لا يزال حاضرًا رغم تعاون السلطة الفلسطينية مع “إسرائيل” في الضفة الغربية. وأكد أن تفسير سلوك حماس لا يعني تبريره، لكنه شدد على أن ما جرى لم يكن وليد لحظة مفاجئة بل جاء نتيجة عقود من الاحتلال العسكري الأطول والأشد قسوة في الأزمنة الحديثة.
المؤرخ المخضرم اعتبر أن سمعة “إسرائيل” انهارت عالميًا بعد السابع من أكتوبر، إذ تراجعت قدرتها على الحفاظ على الدعم الغربي التقليدي، في حين ارتفع مستوى التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين، خصوصًا بين الأجيال الشابة. وأرجع ذلك إلى تغيّر مصادر تلقي المعلومات، حيث لم تعد هذه الأجيال تعتمد على وسائل الإعلام التقليدية المنحازة، بل على المنصات الرقمية التي تتيح رواية مختلفة وأكثر قربًا للواقع الفلسطيني.
وفي تقييمه لمسار الهجوم، قال شلايم إن حماس استهدفت في بدايته مواقع عسكرية وقتلت جنودًا ورجال شرطة وأمن، معتبراً أن ذلك لا يُصنَّف كجرائم حرب، لكنه أشار إلى أن الأمور سرعان ما خرجت عن السيطرة، ما أدى إلى اتساع رقعة المواجهة بصورة غير مسبوقة.