شبكة قدس الإخبارية

رفض في قمة الدوحة.. مصر تقترح تشكيل قوة دفاع عربية على غرار الناتو 

photo_٢٠٢٥-٠٩-٢٠_١١-٥٤-١١

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: قالت مصادر دبلوماسية لموقع "ميدل إيست آي"، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غادر قطر "محبطًا بشدة" بعد أن رفضت دول الخليج مسعاه لتشكيل قوة دفاع عربية على غرار الناتو.

وذكرت، أن خطة مصر لتشكيل قوة دفاع عربية على غرار الناتو تم رفضها في قمة الدوحة هذا الأسبوع من قبل قطر والإمارات العربية المتحدة، كما كشفت المصادر، عن انقسامات عميقة حول الأمن الإقليمي والتهديد الإسرائيلي.

وبحسب ما قاله دبلوماسيون مصريون لموقع "ميدل إيست آي"، فإن المقترح المصري  جاء بموجب معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لعام 1950، بهدف إنشاء تحالف للرد السريع لحماية الدول الأعضاء من التهديدات الخارجية، وبالأخص من الاحتلال الإسرائيلي. لكن قطر والإمارات هما من حالتا دون ذلك بشكل أساسي.

وأضاف دبلوماسي كبير، أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي قدّم المقترح لنظرائه الخليجيين باعتباره خطوة دفاعية لحماية المنطقة دون الاعتماد على القوى الأجنبية، والخلاف الرئيسي كان حول القيادة؛ فالسعودية أرادت أن تتولى القيادة، بينما جادلت مصر بأنها الأكثر جدارة نظرًا لخبرتها العسكرية الطويلة.

وبعد أيام، وقعت السعودية مع ذلك اتفاقية دفاع متبادل مع باكستان النووية، وسط تزايد المخاوف في الخليج بشأن استعداد الولايات المتحدة لاحتواء عدوانية الاحتلال الإسرائيلي، موضحا الدبلوماسي المصري للموقع، أنه "كما استبعدت دول الخليج إدراج إيران أو تركيا. وفي النهاية قرروا حصر الأمر في مجلس الدفاع الخاص بهم".

وعُقدت قمة قطر في 15 سبتمبر، وجمعت قادة من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC)، وقد تركت عدة دول غير راضية، وجاء الاجتماع بعد أيام من مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي لقيادة حماس في الدوحة، ما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص.

ويقول الموقع، إن مصر كانت تأمل بخطوات ملموسة، أو على الأقل بموقف واضح يطالب بإنهاء إبادة الاحتلال في غزة ورفض أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى شمال سيناء.

ورغم أن هدف القمة كان تقديم جبهة عربية-إسلامية موحدة، إلا أن النفوذ الأمريكي شكّل النتيجة، وقيد التحرك العربي ليقتصر على بيانات دعم غزة وإدانة للاحتلال الإسرائيلي.

وقال دبلوماسي مصري كبير آخر للموقع، إن "وفد قطري عاد من واشنطن حاملاً رسائل إلى الدول العربية، تؤكد أنه لا ينبغي اتخاذ أي قرارات ضد إسرائيل"، كما أن الأمريكيين وعدوا بأن الرئيس دونالد ترامب سيدير الأزمة وسيكبح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن شن هجمات مماثلة على دولة خليجية أخرى، وقد دعم الإماراتيون هذا الموقف بقوة.

وأوضح الدبلوماسي: "وجدت دول عربية أخرى نفسها محاصرة عندما هيمن الموقف القطري، المدعوم من الإمارات، على الاجتماع، قرروا أن أي خطوة ضد إسرائيل ستكون الآن عديمة الجدوى، وأن الخيار الأفضل هو دفع الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار في غزة"، مضيفًا: "معظم هذه المحادثات جرت بين وزراء خارجية دول الخليج ونظيرهم المصري عبد العاطي خلف الأبواب المغلقة على هامش القمة، ولم تُعلن للعلن".

وجاء البيان الختامي للقمة مدينًا للضربة الإسرائيلية على الدوحة، لكنه لم يرتقِ إلى مستوى اتخاذ خطوات ملموسة، مما أبرز مرة أخرى الانقسامات بين الدول العربية بشأن كيفية الرد على الاحتلال والحرب في غزة. وبالنسبة لمصر، فقد أكدّت النتيجة شعورًا بالعزلة داخل التحالف العربي الأوسع. 

وقال محلل سياسي بارز إن رفض مقترح السيسي كشف عن "انقسامات عميقة داخل العالم العربي حول كيفية مواجهة إسرائيل، والقمة لم تتفق سوى على عقد اجتماع لمجلس الدفاع الخليجي، وهو إشارة واضحة للقاهرة على أن دول الخليج غير راغبة في دعم مصر".

أما بالنسبة لمصر "فكانت النتيجة انتكاسة في وقت تتجاوز فيه التهديدات الإسرائيلية غزة. كان السيسي يأمل في أن يقدم مصر كقائدة للدفاع العربي والإسلامي، لكن القمة انتهت دون أي التزامات حاسمة".

فيما قال مسؤول عسكري للموقع إن الجيش المصري في "أعلى حالة تأهب نشهدها منذ سنوات"، فيما تستعد قوات الاحتلال لاحتلال غزة.