بيروت - قدس الإخبارية: استشهد لبناني وأصيب 11 آخرون بجروح، الجمعة، إثر غارة نفذتها طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت مركبة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي في جنوب لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام نقلا عن مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة العامة.

وكان جيش الاحتلال قد شنّ، الخميس، سلسلة غارات جوية على بلدات عدة في الجنوب، أبرزها ميس الجبل في قضاء مرجعيون، بعد إصدار تحذيرات للسكان بإخلاء المباني المستهدفة. وقد طالت الغارات منازل في ميس الجبل، إضافة إلى بلدتي دبين وكفر تبنيت، فيما ادّعى الجيش أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله.

كما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارات شملت مستودعات أسلحة للحزب، في حين نشر جيش الاحتلال خرائط لأربعة مبانٍ في ثلاث قرى، طالب السكان بالابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر، محذّراً من أن البقاء فيها يعرّض حياتهم للخطر.

على الصعيد السياسي، دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فوراً، مؤكداً في جلسة لمجلس الوزراء تمسك لبنان بمسار وقف الأعمال العدائية، ومتسائلاً عن مدى التزام الاحتلال بالآليات المتفق عليها. كما شدّد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص على ضرورة تحرك مجلس الأمن والدول الراعية للجم الاعتداءات.

يذكر أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان تتكرر بزعم استهداف عناصر وبنى تحتية لحزب الله، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عقب حرب مفتوحة استمرت شهرين وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف شهيد وقرابة 17 ألف جريح. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الاحتلال خرق الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة منذ ذلك الحين، ما أدى إلى استشهاد 271 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 610 آخرين، إلى جانب استمرار احتلاله خمس تلال لبنانية ومناطق أخرى منذ عقود.

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل جنوب لبنان، وسط مخاوف من انزلاق الوضع مجدداً نحو مواجهة عسكرية واسعة، في غياب أي مؤشر على التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار أو بالاتفاقيات السابقة.