غزة - قدس الإخبارية: يستمر الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي في قطع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية عن مدينة غزة، عقب استهدافه المتعمد للبنية التحتية. ويأتي هذا الإجراء ضمن سياسة ممنهجة اتبعها الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عامين، تقوم على قطع شبكات الاتصال بشكل كلي ومتكرر ولساعات وأيام طويلة، في إطار حرب الإبادة التي تشنها على القطاع.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفّذ الاحتلال أكثر من 12 عملية قطع كامل للاتصالات والإنترنت، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي أكد أن الهدف هو حجب غزة عن العالم وتعطيل جهود الإغاثة الإنسانية.

وكان المرصد قد حذّر في 6 سبتمبر/أيلول الجاري من "خطر وشيك لانقطاع كامل لشبكات الاتصالات بفعل الاستهداف المتكرر للأبراج السكنية والبنايات المرتفعة". وبيّن أن عواقب هذه الممارسات "كارثية" على الصعيد الإنساني، إذ تحرم المدنيين من التواصل في أوقات الطوارئ، وتعرقل عمل الطواقم الطبية والإغاثية والإعلامية.

وأكد المرصد أن قطع أو التشويش على خدمات الاتصال "يمثل سياسة لعزل الفلسطينيين عن العالم الخارجي، ويُعد أداة أساسية ضمن سياق الإبادة الجماعية الجارية"، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف تدمير ما تبقى من البنية التحتية المدنية.

في سياق متصل، كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أقرت في 8 أغسطس/آب الماضي خطة لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيًا، بدءًا من مدينة غزة. وشرع الجيش في تنفيذ الخطة يوم 11 أغسطس من حي الزيتون جنوب شرق المدينة، عبر عملية عسكرية سُميت "عربات جدعون 2"، استخدم خلالها القصف المدفعي والنسف بواسطة الروبوتات المفخخة، إضافة إلى التهجير القسري.

وبدعم أمريكي متواصل، يواصل الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب مجازر وصفت بأنها إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 65,062 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 165,697 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن تفاقم المجاعة التي أودت بحياة 432 شخصًا بينهم 146 طفلًا.