مهم الإشارة لتفنيد مجموعة من النقاط التي تنتشر بشكل كبير عبر السوشيال ميديا، وتسبب الكثير من اللغط، وهذا فهمي وملاحظتي للواقع دون أي تحيّزات فكرية أو سياسية: -
1- العملية التي تجري الآن في غزة ليس بسبب فشل صفقة التبادل، وليس بسبب الأسرى العشرين، هذه ذريعة إسرائيلية للإمعان في مخطط تدمير مدينة غزة وتهجير سكانها، إسرائيل تدمر غزة لأسباب استراتيجية تتعلق باستحالة فكرة البقاء فيها، حتى لو فشل مخطط التهجير
2- الورقة المصرية الأخيرة التي ضغط فيها المصريون على الوفد الفلسطيني، ووافق عليها، هي الورقة التي اقترحها ويتكوف نفسه، يعني اقترحتها ووافقت عليها إسرائيل أيضا، وقصة أن التأخير في الموافقة عليها هو السبب وراء العملية الجارية في غزة هذا محض هراء
3- ورقة ترامب الأخيرة والتي وصلت قبل أيام تتضمن تسليم الأسرى العشرين في اليوم الأول، وكان وفد الأخضر يناقش المخطط، وعلى استعداد للقبول بالفكرة العامة وتسليم الأسرى العشرين مقابل وقف اجتياح مدينة غزة، قبل أن تنكشف الخديعة الكبرى ويتم قصفهم أثناء الاجتماع لمناقشة الورقة، ولو صدقت نوايا الإسرائيلي لاستلم الأسرى العشرين ثم أكمل المهمة بعد شهرين أو ثلاثة، لكن خطته قتل لأجل القتل وتدمير لأجل التدمير
4- فكرة أن الحرب هدفها القضاء على الأخضر هي كلام فارغ، منذ عام وأكثر وبسبب الوضع الفلسطيني المخزي، والواقع العربي الأكثر خزيا، تحول الموضوع عند الإسرائيلي إلى فرصة تاريخية، نعم، لم تعد مشكلة الإسرائيلي مع الأخضر فقط، هو يريد الآن حسم الصراع تماما مع كل الفلسطينيين وليس إدارته، إنهاء القضية الفلسطينية ككل واجتثاثها وليس تأجيلها
5- المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية والنقاشات الجارية مع الأمريكي تشجع الإسرائيلي على فتح النار على الجميع ومحاربة الجميع، نحن في زمن لم يتم منح الرئيس الفلسطيني تأشيرة دخول للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم منحها للرئيس السوري أحمد الشرع، لكم أن تتخيلوا حجم العداء والمؤامرة على الشعب الفلسطيني ككل، المقاومين والمهادنين على السواء
6- طالت هذه الحرب حتى الآن لأن هدفها الأساس هو التهجير، ولو أن هناك دول عربية قبلت بمشروع التهجير لانتهت الحرب منذ عام وأكثر، والمصيبة الأعظم صراحة والتي تطيلها أكثر فأكثر، أن الرافضين لمخطط التهجير إما موافقون على استمرار القتل أو صامتون أو عاجزون عن إيقافه
7- مثل هذه الحرب المجنونة لا يمكن وقفها إلا بضغط سياسي وشعبي حقيقي ومتزامن، ضغط واحتجاجات تؤثر على عمل السفارات الغربية الداعمة للإبادة وتشل اقتصادات الدول، نحن أمام تصريح لنتنياهو أمس، وهو لأول مرة منذ عامين، أن بلاده بدأت تشعر بعزلة اقتصادية حقيقية، نعم، ستتوقف الإبادة إذا شعر نتنياهو وحليفه بعزلة سياسية واقتصادية حقيقية، يعني أن يفعل الساسة العرب والمسلمون ما يفعله الساسة الإسبان منذ عدة أشهر، بالضبط تماما