شبكة قدس الإخبارية

محللة سياسية إسرائيلية: حماس لن تستسلم وترامب بدأ يكتشف الواقع 

whatsapp-image-2022-07-20-at-7-08-29-pm-1-1658475040

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبرت المحللة السياسية آنا بارسكي أن بنيامين نتنياهو يعيش لحظة فارقة في تاريخه السياسي، إذ يعد الإدارة الأمريكية بأن “مدينة حماس الحصينة” ستسقط خلال أسابيع، بينما يستمع في المقابل إلى تقديرات عسكرية تفيد بأن الأمر قد يستغرق ثمانية أشهر على الأقل، مع احتمالات واسعة لكارثة سياسية واقتصادية.

وأضافت بارسكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنى في البداية هذه الرواية بحماسة، متقمصًا دور بطل فيلم أكشن يبحث عن مشهد حاسم ينتصر فيه “الأخيار” على “الأشرار”. وقد بدا ترامب متحمسًا لفكرة نصر ساحق في غزة يمنح نتنياهو مكسبًا سياسيًا ثمينًا، لكن الواقع على الأرض مختلف تمامًا؛ فجيش الاحتلال الإسرائيلي محدود الإمكانيات وحماس بعيدة عن الاستسلام.

وأشارت بارسكي إلى أن خطورة الموقف تكمن في أن الحقيقة بدأت تتسرب إلى البيت الأبيض، وهو ما يغير صورة ترامب عن الواقع. نتنياهو، من جانبه، يواصل لعبته المعتادة: يبعث لجمهوره رسالة حازمة عن تفكيك حماس من الجذور، وفي الوقت نفسه يلمّح للوسطاء القطريين والمصريين إلى أن كل الخيارات، بما فيها الاتفاقات الجزئية، تبقى مفتوحة.

ورأت بارسكي أن هذه الازدواجية ليست تناقضًا بل تكتيكًا يتيح لنتنياهو كسب الوقت والتهرب من القرارات، غير أن مرور الأيام يزيد من عزلة إسرائيل السياسية. ففي الغرب تتشكل صورة مرعبة: مئات الآلاف من النازحين، مجاعة تتفاقم، ومستشفيات تنهار. هذا المشهد يهدد بفرض عقوبات دولية وإلغاء رحلات جوية، بل وحتى تعليق عضوية "إسرائيل" في مؤسسات رياضية عالمية.

وبيّنت بارسكي أن التحذيرات لم تأت فقط من معارضي الائتلاف الحاكم لدى الاحتلال، بل حتى من شخصيات مثل جدعون ساعر الذي نبه داخل مجلس الوزراء إلى أن احتلال غزة سيقود "إسرائيل" إلى كارثة سمعة غير مسبوقة.

كما أوضحت بارسكي أن إيران تضيف بُعدًا جديدًا إلى المعادلة. فخلافًا للتقديرات الأولى، يبدو النظام الإيراني أكثر استقرارًا، بينما تسهم المساعدات الصينية في تعزيز برنامج الصواريخ. أي مواجهة إضافية مع طهران ستستنزف موارد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعزز الشكوك في أن وعود نتنياهو لترامب مجرد شعارات فارغة.

وأكدت بارسكي أن نتنياهو يعتمد النمط ذاته الذي مارسه مرارًا: تسويق عدواني لأحلام بعيدة المنال، مع إعداد مسبق للأعذار إذا ما فشل. العبارات جاهزة: “الجيش لم يكن مستعدًا”، أو “الأمريكيون لم يقدموا الدعم الكافي”. وفي الأثناء، يبقى ملف الأسرى عالقًا، فيما يسمع ذووهم يوميًا وعودًا بـ“نصر وشيك” و“صفقة مستحيلة”، ليكتشفوا لاحقًا أن كل شيء في الغرف المغلقة قابل للعكس.

وختمت بارسكي بالقول إن جوهر المعضلة ليس فقط في تضليل ترامب أو خداع الجمهور الإسرائيلي، بل في أن "إسرائيل" تُساق إلى حرب بلا استراتيجية واضحة، فيما ينفد صبر العالم ويزداد التآكل داخل الجمهور الإسرائيلي. أما نتنياهو، فكما اعتادت بارسكي أن تصفه، يعود دائمًا إلى ملعبه المفضل: إطالة الوقت، إزاحة المسؤولية، وترك كل الاحتمالات مفتوحة إلى أن تحين اللحظة التالية.