ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف موقع Drop Site News عن تورط مكتب رئيس حكومة الاحتلال في حملة دعائية ضخمة تهدف إلى إنكار المجاعة في قطاع غزة وتضليل الرأي العام العالمي، عبر تمويل حملات إعلامية بملايين الدولارات على منصات رقمية أميركية كبرى، وذلك بالتزامن مع الحصار الكامل الذي فرضه الاحتلال على إدخال الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع منذ الثاني من آذار/مارس 2025.
وبحسب الموقع، فإن جلسة عُقدت في الكنيست صباح اليوم نفسه الذي أعلن فيه الحصار الشامل، لم تناقش التداعيات الكارثية على الفلسطينيين، بل ركزت على كيفية إدارة تداعيات القرار إعلامياً، وسأل عضو الكنيست موشيه تور-باز، رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية: "هل استعددتم إعلامياً لهذا القرار؟"، في إشارة إلى وقف المساعدات الإنسانية.
وخلال الجلسة، أكّد المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن الاستعداد جارٍ لإطلاق حملة رقمية لتبرير الحصار، قائلاً: "يمكننا أيضًا إطلاق حملة رقمية نوضح فيها أنه لا توجد مجاعة، ونعرض البيانات".
ويُظهر التقرير أن مكتب نتنياهو، عبر وكالة الدعاية الحكومية "لابام"، أبرم عقدًا بقيمة 45 مليون دولار (150 مليون شيكل) مع شركتي Google وYouTube لإطلاق حملة دعائية تصف الحديث عن المجاعة بأنه "كذبة". وتمت الحملة عبر منصة الإعلانات الرقمية Display & Video 360، وجرى وصفها رسميًا بأنها حملة "هسبراه"، وهي مصطلح عبري يشير إلى الدعاية السياسية الموجهة.
كما أنفق الاحتلال نحو 3 ملايين دولار لحملة دعائية على منصة X، و2.1 مليون دولار عبر منصة Outbrain/Teads الفرنسية-الإسرائيلية. وتهدف هذه الحملات إلى بث محتوى دعائي ينفي المجاعة، ويبرر العدوان على غزة، وينفي مسؤولية الاحتلال عن الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
وتتزامن هذه الحملة مع تصاعد الإدانات الدولية لسياسات الاحتلال في غزة، إذ أعلنت الأمم المتحدة، في أغسطس، تفشي المجاعة رسميًا في محافظة غزة التي تشمل مدينة غزة، فيما حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) من أن المجاعة ستتسع لتشمل دير البلح وخان يونس خلال أسابيع، مؤكدًا أن "هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل ويمكن وقفها وعكسها".
بدورها، حذرت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (OCHA) من "انحدار نحو مجاعة جماعية في قطاع غزة"، في حين أكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 367 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 131 طفلًا، جراء الجوع وسوء التغذية منذ بدء العدوان.
وسبق أن كشفت تقارير صحفية عن حملة إسرائيلية ممولة عبر غوغل تهدف إلى تقويض سمعة وكالة الأونروا، حيث قالت مسؤولة في وزارة الشتات خلال جلسة الكنيست يوم 2 آذار إن "الحكومة تقود منذ قرابة عام حملة كبيرة ضد الأونروا".
كما أظهرت الحملات الإسرائيلية الممولة على غوغل اتهامات للأمم المتحدة بـ"التخريب المتعمد" لعمليات إيصال المساعدات، وترويج كيان يُدعى "صندوق غزة الإنساني" تدعمه حكومة الاحتلال والولايات المتحدة ودول أوروبية لم تُسمّ.
وتضمنت الحملة أيضًا دعوات لمحاكمة حركة حماس استنادًا إلى روايات نفاها تحقيق صحفي لاحقًا، نشرتها مؤسسة دعائية إسرائيلية تُدعى "مشروع دينة".
ورغم الإنكار الرسمي لوجود مجاعة، يواصل مسؤولون كبار في حكومة الاحتلال تأييد سياسة التجويع العلني، كوسيلة لدفع الفلسطينيين نحو التهجير. وقال وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات نقلتها القناة 12: "في رأيي يمكن حصارهم. لا ماء، لا كهرباء. فليَموتوا جوعًا أو يستسلموا". أما وزير "التراث" في حكومة الاحتلال عاميخاي إلياهو فقال خلال مقابلة إذاعية في تموز: "لا توجد أمة تُطعم أعداءها"، مضيفًا في أيار: "الفلسطينيون يجب أن يتضوروا جوعًا، وإذا كان هناك مدنيون يخشون على حياتهم فعليهم المغادرة عبر خطة الهجرة".
وشنت الحكومة أيضًا حملة ضد مؤسسة "هند رجب"، التي توثق جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال، متهمة إياها بـ"الارتباط بأيديولوجيات متطرفة".
وفي سياق متصل، هاجم سيرغي برين، المؤسس الشريك لشركة غوغل، المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيزي، بعد تقرير قالت فيه إن غوغل تتربح من "الإبادة الجماعية في غزة"، ووصف الأمم المتحدة في منتدى داخلي بأنها "منظمة معادية للسامية بشكل شفاف".
ويشير تقرير "دروب سايت نيوز" إلى أن عقود الحملات الدعائية نُفذت من خلال هيئة "لابام" الرسمية، كجزء من حملة استمرت من 17 حزيران حتى 31 كانون الأول، وشملت أيضًا الترويج للعدوان الجوي على إيران ضمن ما يُسمى "عملية الأسد الصاعد"، والتي أسفرت بحسب منظمات حقوقية أميركية عن استشهاد 436 مدنيًا إيرانيًا.