بروكسل - قدس الإخبارية: أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، وستفرض عقوبات صارمة على حكومة الاحتلال.
وقال بريفو في منشور على منصة "إكس" إن بلجيكا ستنضم رسميًا إلى الموقّعين على "إعلان نيويورك"، الذي وقّعت عليه دول عدة منها أيرلندا وإسبانيا والنرويج والبرتغال ومالطا وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ، إلى جانب دول أخرى أوروبية وغربية، وذلك تمهيدًا لحل الدولتين.
وأوضح الوزير أن القرار جاء "في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في فلسطين، خاصة في غزة، وردًا على انتهاك إسرائيل للقانون الدولي". وأكد أن بلجيكا ستفرض 12 عقوبة صارمة على الاحتلال، تشمل حظر الاستيراد من مستوطناته ومراجعة سياسات المشتريات العامة مع الشركات الإسرائيلية.
ويأتي الموقف البلجيكي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في يوليو/تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة، لتلتحق بها أكثر من 12 دولة غربية، أبرزها أستراليا وبريطانيا وكندا.
من جانبه، اعتبر الباحث في الشأن الدولي حسام شاكر أن ما يميز الموقف البلجيكي ليس فقط التوجه للاعتراف بفلسطين، بل أيضًا طرح خيار فرض عقوبات على حكومة الاحتلال، وهو ما وصفه بأنه "أكثر إزعاجًا لإسرائيل من أي إجراء آخر في هذا التوقيت".
وأشار شاكر إلى أن مضي بلجيكا في هذا المسار قد يشجع دولًا أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة، مما يخلق "متوالية من المواقف الضاغطة" على الاحتلال، خاصة أن ذلك يأتي متزامنًا مع انتقادات أوروبية متصاعدة للعدوان على غزة. لكنه شدد على ضرورة أن تكون هذه العقوبات جدية وليست شكلية أو هامشية، مؤكدًا أن الاعتراف بفلسطين سيكون ضغطًا إضافيًا لكنه "لن يغير جوهريًا في معادلة الصراع" ما لم يقترن بدعم حقيقي لحقوق الشعب الفلسطيني.
ويأتي هذا الموقف الأوروبي المتنامي في ظل تصاعد موجة الغضب الشعبي والرسمي حول العالم ضد حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، حيث تزايدت المظاهرات الطلابية والشعبية الداعمة لفلسطين في عواصم عدة، بالتوازي مع مواقف حكومية رسمية أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.