غزة - قدس الإخبارية: وثق مقطع مصور لحظة إعدام شاب فلسطيني أعزل برصاص قناص إسرائيلي بينما كان يقترب من أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
ويُسمع في الفيديو صوت أحد جنود الاحتلال وهو يوجه حديثه إلى القناص قائلاً: "إياك أن تخطئ يا كوهين"، قبل أن يطلق النار بدم بارد. وخلال المشهد، تبادل الجنود عبارات تشجيع وضحكات، مرددين: "إنه يقترب من المحور.. لا يمكنك تفويته.. تمت الموافقة.. فوق السائق.. أوبا، أعتقد أنه سقط".
الفيديو أظهر بوضوح سقوط الفلسطيني الأعزل برصاص القناص، في مشهد صادم جسّد استهتاراً بأرواح المدنيين وتعمد استهدافهم، وسط أجواء من الهتافات والضحك بين الجنود.
انتشار المقطع أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه ناشطون بأنه "إعدام ميداني" و"جريمة حرب متعمدة"، مؤكدين أن ما جرى ليس حادثاً فردياً، بل انعكاس لسياسة ممنهجة يمارسها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين المحاصرين في غزة.
ورأى مغردون أن توثيق مثل هذه الجرائم وبثها علناً يكشف ثقة الجيش الإسرائيلي بحصانته من أي محاسبة دولية، في ظل استمرار الدعم الغربي العسكري والسياسي له منذ ما يزيد على 22 شهراً من حرب الإبادة على القطاع.
كما اعتبر ناشطون أن الفيديو يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الموثقة، ودعوا إلى حفظ هذه المواد ضمن أرشيف منظم لتقديمها كأدلة أمام محكمة العدل الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
عدد من المعلقين شددوا على أن ما جرى يظهر أن جنود الاحتلال يتعاملون مع أرواح المدنيين في غزة كلعبة تسلية، فيما وصف آخرون مراكز توزيع المساعدات المدعومة أميركياً بـ"مراكز الموت"، نظراً لتكرار استهداف الفلسطينيين عند اقترابهم منها.
وتساءل كثيرون عن أسباب صمت المنظمات الحقوقية الدولية إزاء هذه الانتهاكات اليومية، مستنكرين غياب أي موقف رادع أمام الاستهداف المباشر للمدنيين العزل.
يُذكر أن الاحتلال، بدعم أميركي مباشر، يواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على قطاع غزة شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍّ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وبحسب آخر الإحصاءات، خلفت الحرب أكثر من 222 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بينما تسببت المجاعة في وفاة 313 فلسطينياً بينهم 119 طفلاً حتى يوم الأربعاء الماضي.