هارفارد - قدس الإخبارية: أدان مئات الباحثين والمعلمين والمتخصصين في مجال التعليم قرار مجموعة هارفارد للنشر التعليمي إلغاء عدداً خاصاً من مجلة هارفارد التعليمية حول فلسطين والتعليم، معتبرين أن الهدف من هذا الإلغاء هو إسكات النقاش الأكاديمي حول الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
وبحسب موقع موندويس الأميركي، فإن أكثر من 700 باحث وأكاديمي من 30 دولة و160 جامعة وقّعوا على رسالة مفتوحة أعربوا فيها عن قلقهم من هذه الخطوة، التي وصفوها بأنها محاولة لحظر البحث العلمي المتعلق بفلسطين، في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون في غزة لأشد أشكال "إبادة التعليم" في التاريخ الحديث.
وأوضح الموقع أن مجموعة هارفارد أبلغت المؤلفين المساهمين - وعددهم 21 - أنها ستخضع مقالاتهم لمراجعة قانونية من قبل مكتب المستشار العام للجامعة، وهو إجراء غير مسبوق أثار احتجاجاً شديداً من الباحثين الذين اعتبروا أن ذلك يشكّل خرقاً تعاقدياً وانتهاكاً صارخاً للحرية الأكاديمية.
ورغم اعتراض المؤلفين، ألغت المجموعة العدد الخاص بالكامل وألغت عقود المساهمين، وهو ما اعتبره الباحثون سابقة خطيرة لا تمس فقط دراسات فلسطين، بل النشر الأكاديمي في مجمله، كما وصفته صحيفة غارديان بأنه تطور جديد في "قائمة متزايدة من منع الخطاب المؤيد للفلسطينيين".
وأشار الموقع إلى أن مصطلح "إبادة التعليم" الذي ابتكره باحثون فلسطينيون يصف سياسة الاحتلال القائمة على التدمير المتعمد والممنهج للمؤسسات التعليمية الفلسطينية وللأسس الفكرية والثقافية للشعب الفلسطيني. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تصاعد هذا النهج من تدمير ممنهج إلى شبه كامل للبنية التعليمية في غزة.
وبيّنت الرسالة أن الإلغاء استهدف مجموعة من أبرز الباحثين والأكاديميين، بينهم عميد من جامعة فلسطينية في غزة نجا من الإبادة وكان منظم حملة "الحق في التعليم"، وأعضاء من لجنة الطوارئ في جامعات غزة، إضافة إلى باحثين فلسطينيين ودوليين بارزين.
وطالب الموقعون مجموعة هارفارد للنشر التعليمي بإصدار اعتراف علني بأنها انتهكت الحرية الأكاديمية ومارست التمييز ضد الفلسطينيين، وتقديم اعتذار رسمي للمؤلفين المتضررين، مع إصدار عدد خاص جديد عن فلسطين وجرائم استهداف التعليم، وضمان استقلالية التحرير مستقبلاً دون أي تدخلات سياسية أو قانونية.
ودعا الباحثون المجتمع الأكاديمي العالمي إلى مقاطعة مجموعة هارفارد حتى تتحمل مسؤوليتها الكاملة، وإلى أن تعيد الجمعيات الأكاديمية ودور النشر تقييم علاقاتها معها ما لم تلتزم بالمساءلة العلنية.
ورأى الموقعون أن رسالتهم ليست مجرد احتجاج، بل تعبير عن واقع يعيشه الأكاديميون الفلسطينيون في غزة، الذين يواصلون التدريس والتعلم ومقاومة محاولات محو هويتهم التعليمية والثقافية رغم الظروف المروعة.