شبكة قدس الإخبارية

سموتريتش وفرصة تغيير "الحمض النووي" للضفة الغربية عبر تكثيف الاستيطان

myDcy

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلية السابق ميخائيل ميلشتاين إن إعلان وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي عن المصادقة على خطط البناء الاستيطاني في منطقة E1 قرب القدس، يمثل "مسامير إضافية في نعش فكرة الدولة الفلسطينية". وأضاف أن هذه الخطوة ليست مجرد قرار تقني بل تعبير عن رؤية تهدف إلى تكثيف الاستيطان وصولًا إلى نقطة اللاعودة التي تمنع أي حكومة مستقبلية من تنفيذ انفصال أو تسوية مع الفلسطينيين.

وأوضح ميلشتاين أن الإعلان لم يحظَ باهتمام واسع داخل "إسرائيل" المشغولة بالحرب على غزة والانقسامات الداخلية، لكنه أثار إدانات قاسية على الساحة الدولية، بما في ذلك من دول حليفة للاحتلال. وأضاف أن ذلك يعزز التوقعات بوقوع "تسونامي سياسي" ستكون ذروته في سبتمبر المقبل مع الاعتراف الأممي الواسع بدولة فلسطينية، في ظل عجز "إسرائيل" عن منعه أو التخفيف من آثاره.

وأشار إلى أن الخطر لا يقتصر على البعد الرمزي للاعتراف الدولي، بل يتمثل أيضًا في القيود الاقتصادية والأكاديمية والعلمية التي بدأت بوادرها بالظهور، والتي ستؤثر على حياة الإسرائيليين جميعًا. وأكد أن صناع القرار في "إسرائيل" يتعاملون مع هذه الضغوط الدولية بوصفها معاداة للسامية، في حين أن جوهر الأزمة يكمن في رفض أصيل من معظم دول العالم لسياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين.

ولفت إلى أن نتنياهو يتنقل بين خطابات متشددة، مثل تبنيه رموز "أرض إسرائيل الكبرى"، وبين تصريحات أكثر ليونة كما حدث خلال زيارته الأخيرة لواشنطن حين تحدث عن "إدارة ذاتية فلسطينية". وأضاف أن توصيف الانتقادات الدولية بأنها مجرد كراهية لليهود يهدف إلى خلق شعور جماعي بالتهديد ودفع "المجتمع الإسرائيلي" للالتفاف حول القيادة وتبرير سياسات مثيرة للجدل.

وقال إن سموتريتش يرى في الحرب فرصة لتغيير "الحمض النووي" للضفة الغربية عبر تكثيف الاستيطان، مضيفًا أن هدفه منع أي إمكانية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية. وأوضح أن ما يحدث في الضفة قد يشكل نموذجًا لما هو قادم في غزة: تغيير جذري للواقع يفرضه تيار متطرف تحت غطاء "دروس 7 أكتوبر"، فيما يتم تجاهل رأي الشارع الإسرائيلي.

وتابع أن هذه السياسات تقوم على افتراضين أساسيين: الأول أن الولايات المتحدة ستبقى دائمًا داعمة لـ"إسرائيل" حتى في خطوات الضم، والثاني أن الرأي العام العالمي غير ذي صلة. وأوضح أن الرهان على واشنطن يضيّق مساحة المناورة ويسيء للعلاقات مع دول غربية أساسية، كما يتجاهل تقلبات السياسة الأمريكية، فيما يستند الافتراض الثاني إلى مفاهيم توراتية مثل "إبادة عمليق" و"عقيدة يشوع بن نون"، وهي مصطلحات تثير قلقًا عالميًا حول تغيّر هوية الدولة.

وبحسبه، فإن أخطر ما يلوح في الأفق هو الاندفاع نحو واقع "الدولة الواحدة"، وهو جوهر خطة الحسم التي أعلنها سموتريتش عام 2017، وتقضي بإقامة كيان واحد بين البحر والنهر يضم شعبين متقاربين عددًا لكن بمكانة مدنية متفاوتة. وأضاف أن هذا السيناريو يشكل تهديدًا مباشرًا للمشروع الصهيوني: نزاعات أهلية شبيهة بالبلقان، عزلة دولية بسبب نظام فصل عنصري، ومعضلة ديموغرافية هشة تهدد الاستقرار.

وختم بأن العزلة الدولية بدأ بالفعل لكن ذروته لم تأت بعد، مرجحًا أن تتجلى في الشهر المقبل. وأضاف أن الأخطر هو تسارع الاحتلال نحو سيناريو الدولة الواحدة بابتلاع الضفة الغربية بصمت. وأوضح أن من حق "المجتمع الإسرائيلي" أن يفهم أهداف الحرب على غزة، لكنه شدد على أن الأجدر أن يطرح المجتمع أسئلة حادة على القيادة بشأن سياساتها في الضفة الغربية، تلك الساحة التي تبدو هادئة ظاهريًا لكنها قد تتحول إلى مصدر كارثة إستراتيجية.