غزة - قدس الإخبارية: أعلنت منظمات أممية ودولية، اليوم الجمعة، تفشي المجاعة رسميًا في قطاع غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة يواجهها الفلسطينيون في ظل الحصار والعدوان المستمر من الاحتلال.
فقد أكدت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في بيان مشترك من جنيف، أن أكثر من نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة عالقون في مجاعة، مشيرين إلى أن عدد من يعانون من نقص الغذاء الحاد تضاعف ثلاث مرات، وسط دعوات ملحة لوقف فوري لإطلاق النار.
وفي السياق ذاته، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة باتت تنتشر في كافة أنحاء القطاع، مؤكدة أنها المرة الأولى التي يتم فيها رصد تفشي المجاعة في الشرق الأوسط، ما يعكس خطورة الوضع الإنساني غير المسبوق.
تزامنًا مع ذلك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي معني بمراقبة الجوع، تقريرًا أكد فيه أن المجاعة تتفشى في محافظة غزة، محذرًا من أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون ظروفًا تجمع بين الجوع والعوز والموت، داعيًا إلى وقف هذه المجاعة بأي ثمن. وأضاف أن سوء التغذية الحاد مرشح للتفاقم بسرعة حتى منتصف العام 2026، إذا استمرت الظروف الحالية.
وفي موازاة التقارير الأممية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجاعة في غزة بأنها "كارثة من صنع الإنسان"، محمّلًا الاحتلال مسؤولية ضمان دخول الغذاء والإمدادات الطبية إلى القطاع. وقال في بيان رسمي إن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر دون محاسبة، مؤكدًا على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن ما يجري في غزة هو مجاعة متعمدة، ناتجة مباشرة عن منع الاحتلال دخول الغذاء والمواد الأساسية للقطاع منذ شهور، واصفًا إعلان المجاعة في مدينة غزة بأنه مقلق للغاية، لكنه ليس مفاجئًا. وأكد لازاريني أن وقف انتشار المجاعة لا يزال ممكنًا عبر وقف إطلاق النار والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول الكامل للقطاع.
وفي السياق ذاته، أشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى أن المجاعة الجارية في غزة هي نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية، محذرًا من أن الوفيات الناجمة عن التجويع قد تُعد جريمة حرب تتمثل في القتل العمد.
بدوره، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن تجنب المجاعة في غزة كان ممكنًا، غير أن العرقلة التي تعرضت لها الأمم المتحدة حالت دون ذلك، مؤكدًا أن نظام توزيع المساعدات في القطاع تم تفكيكه بفعل السياسات الإسرائيلية.