القدس المحتلة - قدس الإخبارية: اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من قوات وشرطة الاحتلال، في سياق متواصل من الاعتداءات على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.
وأفادت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية بأن 124 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات خلال الفترة الصباحية، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوسًا تلمودية قرب مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
في الوقت ذاته، شددت شرطة الاحتلال من قيودها على أبواب المسجد الأقصى، ومنعت الفلسطينيين من الدخول خلال ساعات الاقتحام، بهدف تأمين الحماية الكاملة للمستوطنين داخل الحرم الشريف.
وانتشرت على منصات إعلامية إسرائيلية صورة يظهر فيها أحد عناصر شرطة الاحتلال وهو يلتقط صورة تذكارية مع أطفاله أثناء اقتحامهم للمسجد، في مشهد يعكس الاستفزاز المتعمد لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين.
وفي سياق متصل، استدعت شرطة الاحتلال اليوم المرابطة المقدسية خديجة خويص للتحقيق في مركز المسكوبية، وسلمتها قرارًا بمنع دخول الضفة الغربية لمدة ستة أشهر، بحسب ما أفاد مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس.
ويأتي ذلك بعد يوم من تسليم سلطات الاحتلال للمرابطة هنادي الحلواني قرارًا بمنعها من التواصل مع عدة شخصيات فلسطينية، عقب استدعائها للتحقيق، ومن بين الأسماء المشمولة في القرار: خديجة خويص، عايدة الصيداوي، نفيسة خويص، إلى جانب الشيخ كمال الخطيب، الشيخ رائد صلاح، وآخرين.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ عامين فرض قيود مشددة على المرابطتين هنادي الحلواني وخديجة خويص، تشمل المنع من دخول المسجد الأقصى والسفر، إضافة إلى حظر دخول الضفة الغربية، ومنع التواصل مع شخصيات فلسطينية محددة، ضمن سياسة تهدف إلى كسر حالة الرباط والتصدي لاقتحامات المستوطنين.
في سياق متصل، أكدت حركة حماس أن مشروع "شارع السيادة" الاستيطاني، الذي تسعى سلطات الاحتلال لتنفيذه ضمن مخطط E1، يُمثّل جريمة تهجير قسري تستهدف آلاف الفلسطينيين في بادية القدس، ويهدف إلى فصل المدينة عن الضفة الغربية وقطع أوصالها جغرافيًا.
وقال هارون ناصر الدين، عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في الحركة، إن مصير نحو 7 آلاف فلسطيني مقدسي يعيشون في 22 تجمعًا بدويًا في بادية القدس، بات مهددًا بالخطر والاقتلاع، خاصة تجمع جبل البابا ووادي جمل، اللذين يواجهان خطر العزل الكامل نتيجة هذا المشروع الاستيطاني.
وشدّد ناصر الدين على أن هذه المخططات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين وجريمة تطهير عرقي متواصلة، تهدف إلى تكريس واقع استيطاني استعماري في محيط القدس، بما يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات تواصل جغرافي.
ودعا ناصر الدين أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه القدس وفلسطين، عبر اتخاذ خطوات عملية وعاجلة لوقف هذه المخططات، وتكثيف الضغط السياسي والاقتصادي على الاحتلال لوقف عدوانه الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية ومقدساتها.
وجدد تأكيد حركة حماس على دعم صمود الفلسطينيين في القدس وتمسكها بخيار المقاومة والثبات على الأرض، مشددًا على أن القدس ستبقى فلسطينية خالصة، وأن كل محاولات التهويد والاستيطان ستفشل في طمس هويتها أو تغيير معالمها التاريخية.