غزة - قدس الإخبارية: حذّرت صحيفة الغارديان البريطانية من تهديد صحي جديد يواجه الفلسطينيين في قطاع غزة، يتمثل في انتشار الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية، وسط الحصار المشدد والعدوان المستمر من قبل الاحتلال، ما يزيد من احتمالية الإصابة بعدوى مميتة في ظل سوء التغذية، ونقص الإمدادات الطبية، ودمار المرافق الصحية.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت" للأمراض المعدية، أنها الأولى منذ بدء العدوان عام 2023 التي توثق انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة في غزة، حيث استندت إلى أكثر من 1300 عينة أُخذت على مدى عشرة أشهر من العام الماضي في مختبرات المستشفى الأهلي، لتظهر النتائج أن ثلثي العينات كانت تحتوي على بكتيريا مقاومة للعلاجات.
وأكدت الدراسة أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين أُصيبوا بجروح جراء الغارات، فيما أضعف سوء التغذية مقاومة أجسادهم، ما يزيد من خطورة المرض، وسرعة انتقال العدوى، وارتفاع معدلات الوفيات.
وقالت كريستل موصلي، مستشارة علم الأوبئة في منظمة أطباء بلا حدود، إن التلوث الشديد لمصادر المياه، وغياب برامج التحصين، واستهداف المستشفيات ومحطات التحلية، كلها عوامل فاقمت الأزمة، محذّرة من تزايد خطر الوفاة بسبب إصابات شائعة والمزيد من عمليات البتر "المروعة" على حد وصفها.
من جانبه، أوضح عرفان، أخصائي الأخلاقيات البيولوجية في جامعتي هارفارد وميشيغان، أن حجم الكارثة الصحي أكبر بكثير مما يمكن توثيقه، بسبب تدمير معظم المختبرات ومقتل الكوادر الطبية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي في غزة "كارثي"، مشيرة إلى أن 50% فقط من المستشفيات و38% من مراكز الرعاية الأولية تعمل جزئيًا، وأن نسبة إشغال الأسرّة في مستشفى الشفاء وصلت إلى 240%، وفي المستشفى الأهلي إلى 300%، بينما نفد أكثر من نصف الأدوية، ولم تتمكن المنظمة من إدخال الكميات المطلوبة بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال.
وفي المقابل، ادعت وزارة حرب الاحتلال أنها سمحت بإدخال أكثر من 45 ألف طن من المعدات الطبية منذ بداية العدوان، إلى جانب 13 مستشفى ميدانيًا أقامتها منظمات دولية.
ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد خلال الساعات الـ24 الماضية 89 فلسطينيًا، بينهم 31 مسعفًا، وأصيب 513 آخرون، ليرتفع إجمالي الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 61,599 شهيدًا، فيما أصيب 154,088 آخرون، وسط تحذيرات أممية ومحلية من وفيات جماعية بين الأطفال إذا استمر الحصار ومنع المساعدات، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.