شبكة قدس الإخبارية

وسط تدهور في حالته الصحية

الاحتلال يعتدي بالضرب على الأسير عباس السيد في سجن مجدو

الاحتلال يعتدي بالضرب على الأسير عباس السيد في سجن مجدو

فلسطين المحتلة  - قدس الإخبارية: تعرّض الأسير عباس السيد، أحد أبرز رموز المقاومة والحركة الأسيرة الفلسطينية، لاعتداء وحشي من قبل قوات الاحتلال داخل سجن مجدو، أثناء نقله إلى العزل الانفرادي، في سياق متواصل من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها منذ سنوات طويلة داخل سجون الاحتلال، وفق ما نقله مكتب إعلام الأسرى.

ويواجه السيد، المعتقل منذ 23 عاماً، سلسلة من الانتهاكات داخل عزل سجن ريمون، حيث يُحتجز في ظروف صحية وإنسانية غاية في السوء. وتدهورت حالته الصحية بشكل حاد منذ نقله إلى العزل الانفرادي بعد السابع من أكتوبر، حيث يعاني من التهابات حادة في عينيه، نتيجة الإهمال الطبي وحرمانه من العلاج، ما أدى إلى تراجع حاد في قدرته على الرؤية.

كما ظهرت على وجهه حبوب جلدية التهبت وتطورت إلى مرض جلدي واسع، إضافة إلى إصابته بالجرب (السكايبوس) داخل زنزانة تفتقر إلى أدنى مقومات الصحة، وتنتشر فيها الرطوبة والإهمال، في ظل غياب أي متابعة طبية أو علاجية.

ولا تقتصر الانتهاكات على الإهمال الصحي، إذ يخضع السيد لسياسة تجويع متعمدة، حيث يُقدم له طعامٌ قليل ورديء يفتقر لأبسط معايير الصحة، ما أدى إلى انخفاض وزنه إلى 55 كيلوغرامًا، في مؤشر خطير على الإنهاك البدني والنفسي الناتج عن سياسة الإهمال والتنكيل الممنهج.

كما وثقت حالات اعتداء مباشر عليه من قبل وحدات القمع خلال اقتحامات متكررة لزنزانته، حيث تم تقييده والاعتداء عليه بالضرب، ومنعه من التواصل مع محاميه، أو تلقي الزيارات القانونية والطبية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الأسرى.

الأسير القائد عباس السيد، من مدينة طولكرم، يُعد من أبرز قادة كتائب القسام في الضفة الغربية، وبرز بدوره القيادي في تنظيم صفوف الحركة الأسيرة داخل السجون، خاصة خلال الإضرابات الجماعية. اعتقل في عام 2002 بعد مطاردة دامت ثمانية شهور، تعرض خلالها لمحاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 200 عام.

يتّهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عملية "فندق البارك" التي نفّذها الاستشهادي القسامي عبد الباسط عودة وأدت إلى مقتل 32 مستوطنًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، إلى جانب مسؤوليته عن عملية "هشارون" التي نفذها الاستشهادي محمود مرمش وأسفرت عن مقتل 5 مستوطنين.

رغم ظروف العزل والمعاناة، حصل السيد على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة أبو ديس، ثم ماجستير ثانٍ بعنوان "العملات الافتراضية المشفرة: ماليتها وحكم تعدينها"، من كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية. وهو يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية، وتخصص قبل اعتقاله في هندسة أجهزة التنفس الاصطناعي.

الأسير السيد، الذي يُعد من أبرز رموز المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، يواصل صموده في وجه آلة القمع الإسرائيلية، في ظل تواطؤ دولي وصمت حقوقي على جريمة متواصلة بحق الأسير وقضيته.