نابلس - قدس الإخبارية: اقتحم مئات المستوطنين، الليلة الماضية، قبر يوسف في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس المحتلة، وأدوا طقوسًا تلمودية داخله، بحماية مشددة من جيش الاحتلال، الذي اقتحم المنطقة لتأمين اقتحام المستوطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.
وخلال المواجهات، أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما تسبب بحالات اختناق في صفوف الفلسطينيين، بينهم مسنّ. ووثقت مقاطع فيديو قيام جيش الاحتلال بسحب آلية عسكرية تعطلت أثناء المواجهات مع الشبان في المنطقة الشرقية من المدينة.
ويواصل المستوطنون اقتحام قبر يوسف بشكل متكرر، لأداء طقوس تلمودية بمشاركة حاخامات وشخصيات من مؤسسات الاحتلال، في وقت كانت فيه سلطات الاحتلال قد بدأت مؤخرًا بأخذ قياسات داخل المقام، في خطوة تشير إلى نوايا حقيقية لإعادة احتلاله وتوسيع السيطرة الأمنية حوله لتأمين وصول المستوطنين.
وتزعم رواية الاحتلال أن المقام يعود للنبي يوسف عليه السلام، في تناقض واضح مع الروايات والحقائق التاريخية التي تؤكد أنه مقام لأحد وجهاء المنطقة ويدعى يوسف دويكات. ورغم وقوعه داخل حدود مدينة نابلس، قرب مخيم بلاطة وبلاطة البلد، فإن الاحتلال يحوّله إلى بؤرة استيطانية تحت حماية عسكرية مشددة بذريعة دينية.
وفي سياق متصل، أقام مستوطنون مؤخرًا كنيسًا يهوديًا على قمة جبل جرزيم جنوبي نابلس، في موقع مطل على مقام يوسف دويكات والمنطقة الشرقية من المدينة. ونشر أحد المستوطنين تسجيلًا مصورًا يُظهر الكنيس الجديد، المزود بالخدمات، ويُظهر من خلاله القدرة على رصد حركة الفلسطينيين في معظم أنحاء المدينة.
ويُذكر أن جبل جرزيم الذي يرتفع 881 مترًا عن سطح البحر، يضم نقطة عسكرية لجيش الاحتلال سبق أن تعرضت لعمليات إطلاق نار من قبل مقاومين فلسطينيين، ويشكّل موقعًا استراتيجيًا للسيطرة على مدينة نابلس.
وفي سياق الاعتداءات المستمرة، شنّ جيش الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، طالت أكثر من 20 فلسطينيًا، بعد اقتحام منازلهم في مناطق متفرقة من جنين ورام الله والخليل.
ففي بلدة برطعة شمال جنين، اعتقلت قوات الاحتلال 15 فلسطينيًا، بعد حملة مداهمات واسعة للمنازل، وعُرف من بين المعتقلين: محمود إبراهيم قبها، رائد يوسف داود قبها، فادي أحمد لطفي، ضياء محمد خضر، وإياد محمد خضر.
وفي محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان خلال اقتحام مدينة البيرة وبلدة سلواد وقرية المزرعة الغربية، وهم: محمود ماهر حامد (20 عامًا)، حسن تيسير حماد (25 عامًا)، قصي فؤاد حنون (24 عامًا)، وبلال المحسيري.
أما في محافظة الخليل، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين سامي ومحمد يوسف أبو عرقوب، بعد مداهمة منزلهما في حي سنجر ببلدة دورا جنوب المدينة، حيث اعتدت عليهما بالضرب المبرح ونكّلت بهما قبل اقتيادهما إلى جهة مجهولة.
كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل وبلداتها ومخيماتها، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، ضمن سياسة تضييق ممنهجة.
وتزامنت هذه الإجراءات مع اعتداءات جديدة للمستوطنين على منطقة شلال العوجا شمال مدينة أريحا، حيث واصل المستوطنون التضييق على الفلسطينيين في المنطقة بهدف تهجيرهم منها، في إطار تصعيد الاستيطان والتهويد في الأغوار الفلسطينية.