شبكة قدس الإخبارية

جراح بريطاني: أطفال غزة يقتاتون ماء وملح

جراح بريطاني: أطفال غزة يقتاتون ماء وملح

غزة - قدس الإخبارية: في شهادة صادمة نقلها الجراح البريطاني غرايم غروم بعد عودته من مهمة تطوعية في قطاع غزة، وصف الأوضاع الإنسانية في القطاع بالمروعة، مؤكدًا أن الأطفال يضطرون للنوم وبطونهم مملوءة بالماء والملح، وسط مجاعة مفتعلة نتيجة الحصار "الإسرائيلي" المستمر ومنع دخول الغذاء والدواء.

وأشار غروم، الذي عمل ضمن فريق طبي تابع لمنظمتي "الإغاثة الإسلامية" و"إيديالز" البريطانيتين، إلى أن المجاعة أدت إلى وفاة عشرات الرضع وتدهور حالات المصابين المدنيين، مؤكداً أن ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية بل متعمّدة.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 مارس/آذار 2025 جميع المعابر مع القطاع، ما تسبب بتفاقم المجاعة ونقص التغذية الحاد. ووفق وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد الشهداء نتيجة الجوع وسوء التغذية حتى يوم الأربعاء 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا.

وشرح غروم أن الجوع لا يطال فقط المرضى، بل أيضًا الطواقم الطبية، مستشهدًا بزميله الفلسطيني طبيب التخدير نزار أبو دقة، الذي أخبره أن عائلته لا تجد ما تأكله، وأن أطفاله الستة لجؤوا إلى شرب الماء ولعق الملح كي يتمكنوا من النوم، بعدما اشترى 8 كيلوجرامات من الطحين مقابل 300 دولار، وهو كل ما يملك.

وأكد غروم أن الجوع يعيق تعافي المصابين ويزيد من احتمالات العدوى والوفاة، ويترك آثارًا صحية ونمائية دائمة على الأطفال، مضيفًا أن العيادات الطبية تشخّص يوميًا 12 حالة سوء تغذية حاد لدى الأطفال، بينما تعاني الأمهات من ضعف جسدي يمنعهن من إرضاع أطفالهن.

وفي السياق ذاته، قالت الطبيبة الأميركية أمبرين سليمي، التي تعمل مع منظمة "بيت المال"، إن نقص الغذاء والدواء اضطرها لإجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لفلسطينيات يعانين من مضاعفات خطيرة، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال يولدون بأحجام صغيرة وفي توقيت مبكر.

كما تحدث غروم عن الشاب الفلسطيني محمد حميم، الذي أرسل له مقاطع مصورة توثق إطلاق جيش الاحتلال النار على مدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات قرب ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تعمل بتنسيق أميركي إسرائيلي. وتظهر المقاطع أصوات الرصاص ودماء الشهداء في المكان، في ظل حملة منظمة لقمع الفلسطينيين خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء.

ويؤكد الفلسطينيون أن توزيع المساعدات عبر هذه المؤسسة المشبوهة يهدف إلى تجميع الجوعى والضغط عليهم لإجبارهم على مغادرة أرضهم، تمهيدًا لتنفيذ مشروع تهجير قسري تحت غطاء "إنساني". ومنذ بدء هذه الآلية في 27 مايو/أيار وحتى الجمعة، سجلت وزارة الصحة 1330 شهيدًا وأكثر من 8,818 إصابة في صفوف منتظري المساعدات.

وفي نداء وجهه لقادة العالم، قال الجراح البريطاني: "ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى. يجب وقف القصف فورًا والسماح بدخول الغذاء"، داعيًا لتحرك فوري لوقف هذه الكارثة الإنسانية التي تتكشف يومًا بعد يوم تحت أعين العالم.