رام الله - قدس الإخبارية: استُشهد الشاب خميس عياد من بلدة سلواد شرق رام الله، فجر اليوم، بعد اختناقه بالغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال داخل منزله خلال اقتحام البلدة، في سياق عدوان متواصل ومتصاعد تنفّذه قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وعمّ الإضراب الشامل بلدة سلواد شمال شرق رام الله، حدادًا على روح الشهيد، في ظل حالة غضب شعبي واسعة إزاء الجريمة الجديدة التي ارتُكبت خلال هجومٍ متزامن شنّه المستوطنون وقوات الاحتلال على بلدات سلواد ورمون وأبو فلاح الواقعة شرق رام الله، حيث أُضرمت النيران في منازل ومركبات الفلسطينيين، وسُجّلت أضرار مادية جسيمة، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز.
وفي ذات السياق، واصلت مليشيات المستوطنين تصعيد اعتداءاتها المنظمة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، حيث وثّقت مؤسسات مختصة نحو 1400 اعتداء منذ بداية العام، شملت الحرق والتدمير والقتل المباشر، وأسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين بالرصاص والطعن والضرب، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى 29 منذ بداية العدوان على غزة جراء هجمات المستوطنين في الضفة الغربية.
كما أقام المستوطنون 29 بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الضفة منذ مطلع العام، في سياق التوسع الاستيطاني المدعوم بشكل مباشر من جيش الاحتلال.
إلى الجنوب من الضفة، نصب المستوطنون خيامًا في أراضي الفلسطينيين بمنطقة جورة الخيل التابعة لبلدة سعير، شمال شرق الخليل، في خطوة تهدف إلى إقامة بؤرة استيطانية جديدة.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات بيت أمر، تفوح، الطبقة، أم الخير، وجورة الخيل، وداهمت منازل الفلسطينيين، واعتقلت عددًا منهم، بينهم الطفل نور خالد اخليل (17 عامًا) والفتى أحمد عوني العلامي (18 عامًا)، إضافة إلى والده عوني (48 عامًا)، وإبراهيم محمد عادي بعد الاعتداء عليه والاستيلاء على مركبته.
وفي بلدة الطبقة جنوب غرب الخليل، أُصيبت طفلة رضيعة تبلغ من العمر 6 شهور بالاختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام داخل منزلها، وجرى تقديم العلاج اللازم لها.
وفي رام الله، نفّذت قوات الاحتلال اقتحامات متزامنة لبلدات سلواد، رمون، أبو فلاح، وكفر مالك، وسط مواجهات واعتقالات.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من حاجزي حوارة والطور، وداهمت البلدة القديمة ومخيم بلاطة وحي رفيديا، واعتقلت عددًا من الفلسطينيين، بينهم الحاج زياد سويلم "أبو روحي" من منزله للضغط على نجله، والشاب عهد سلمان من بلدة قوصين، كما اختطفت الشاب عز الفقية من منزله في شارع سفيان وسط المدينة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال محيط مستشفى رفيديا واعتقلت شابين من عمارة سكنية قريبة، في حين استهدف المقاومون آليات الاحتلال بعبوة محلية الصنع خلال اقتحام نابلس من حاجز الطور.
وفي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات بعد مداهمة عشرات المنازل، كما اعتقلت الشاب مالك بلال محسن من قرية أودلا جنوب المدينة.
وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين محمد جمال داود وبراء فايز شريم عقب اقتحام منازلهم من الجهة الجنوبية للمدينة.
وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال المسعف رائد محمد ذيب جبر من داخل مركبة إسعاف أثناء مرورها من حاجز جبارة جنوب المدينة، كما اعتقلت الشاب مهند عباس، وهو من بلدة قباطية ويقيم في طولكرم للدراسة في جامعة خضوري.
وفي الحي الغربي للمدينة، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على عمرو القطاوي داخل محله التجاري، واحتجزته لساعات قبل الإفراج عنه، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي مسافر يطا، اقتحمت قوات الاحتلال قرية أم الخير، واعتقلت أربعة فلسطينيين من عائلة الهذالين، بعد مداهمة مساكنهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
يُشار إلى أن هذه الاعتداءات، التي تتزامن مع حرب الإبادة في قطاع غزة، تُشكّل امتدادًا لسياسة الاحتلال الهادفة إلى تفريغ الأرض، وتكريس السيطرة الاستيطانية عبر القتل والتخويف، وسط دعوات فلسطينية متواصلة لتصعيد المواجهة والرد على إرهاب المستوطنين.