رام الله - قدس الإخبارية: كشفت شهادات حديثة لأسرى من قطاع غزة عن تعرضهم لانتهاكات جسيمة داخل سجون الاحتلال، شملت أشكالًا متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، من بينها إجبار بعضهم على شرب الخمر، وسكب الماء الساخن على أجسادهم.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر، الخميس، عن نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، استنادًا إلى إفادات تم توثيقها خلال زيارات نفذتها طواقم قانونية في يوليو/تموز الجاري لعدد من المعتقلات، أبرزها: النقب، عوفر، سديه تيمان، والمسكوبيّة.
وأكد البيان أن الشهادات تعكس تصعيدًا غير مسبوق في مستوى الانتهاكات المرتكبة بحق الأسرى، سواء خلال فترات التحقيق أو في ظروف الاحتجاز اليومية، التي تتسم بالتجويع المتعمّد، والإهمال الطبي، وسوء المعاملة، وصولًا إلى الاعتداءات الجسدية والنفسية.
وأوضحت المؤسستان أن هذه الشهادات تمثل عيّنة من مئات الإفادات التي وثقها أسرى قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشارت الإفادات إلى ارتكاب جرائم تعذيب مروعة، من بينها اعتداءات جنسية، أدت إلى استشهاد عشرات الأسرى، فيما لا يزال عدد غير معروف منهم رهن الإخفاء القسري.
وتضمّنت إحدى الشهادات إجبار أسير على شرب الخمر من قِبل السجانين، فيما ذكر آخر أنه تعرض لتعذيب نفسي بالغ، بعد أن أخبره المحقق بمقتل أفراد عائلته، ليتبين لاحقًا أنهم أحياء، ما دفعه لمحاولة الانتحار. كما رُويت حالات لسكب الماء الساخن على جسد معتقل، وتجريد معتقلين من ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب الوحشي، بالإضافة إلى هجوم كلب بوليسي على أحد الأسرى ما تسبب له بإصابات جسدية.
ورغم المحاولات الحقوقية لتوثيق أعداد المعتقلين، أكدت المؤسستان أن غياب الشفافية واستمرار الإخفاء القسري حال دون التوصل إلى رقم دقيق لعدد أسرى غزة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن العدد يُقدَّر بالآلاف.
وبحسب بيانات مصلحة سجون الاحتلال، بلغ عدد أسرى غزة المصنّفين "مقاتلين غير قانونيين" حتى مطلع يوليو الجاري 2454 أسيرًا، دون احتساب أولئك المحتجزين في معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي خارج سلطة مصلحة السجون.
وأكدت تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية استشهاد عدد من أسرى غزة تحت التعذيب وفي ظل ظروف احتجاز غير إنسانية، شملت الإهمال الطبي المتعمد والتجويع وسوء المعاملة الممنهجة.