غزة - قدس الإخبارية: تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مخلفًا مجازر متكررة بحق الفلسطينيين في مختلف مناطق القطاع، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف واعتداءات ممنهجة طالت المدنيين ومقار المنظمات الإنسانية.
في مدينة غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة بعد استهداف خيام النازحين في مخيم الشاطئ غرب المدينة، ما أدى إلى استشهاد 14 فلسطينيًا على الأقل وإصابة أكثر من 25 آخرين، وصلوا إلى مستشفى الشفاء.
المجزرة وقعت ليلاً أثناء نوم الضحايا في خيامهم قرب القضاء العسكري، في وقتٍ وثّقت فيه عدسات الصحفيين اللحظات الأولى للمجزرة في مشهد صادم.
وفي غرب المدينة أيضًا، استهدفت طائرات الاحتلال تجمعات للفلسطينيين عند دوار النابلسي خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد أربعة على الأقل، كما أعلن مستشفى العودة في النصيرات استقبال إصابات جراء قصف بطائرات مُسيّرة استهدف نفس المنطقة.
فيما أعلنت المصادر الطبية ارتفاع عدد الشهداء من منتظري المساعدات في أنحاء مختلفة من القطاع إلى 11 شهيدًا منذ صباح أمس الإثنين.
إلى الشمال من غزة، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة دردونة قرب بركة الشيخ رضوان، ما أسفر عن استشهاد امرأتين وسقوط عدد من الجرحى.
أما في مناطق شرق مدينة غزة، فقد واصل جيش الاحتلال نسف منازل الفلسطينيين وتدميرها بالكامل، في سياق عمليات التدمير الواسعة التي ينفذها في الأحياء الشرقية للمدينة.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، استهدفت آليات الاحتلال شمال المخيم بإطلاق النار، بينما شن الطيران الحربي غارات متفرقة على المخيم، واستهدفت إحداها محيط مسجد الشهيد، وسط قصف مدفعي متكرر على المنطقة.
إلى جنوب دير البلح وسط القطاع، صعّد الاحتلال هجماته بشن غارات جوية كثيفة ترافقت مع قصف مدفعي متواصل، إضافة إلى إطلاق نار من آلياته العسكرية. كما دمرت طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا يضم خمس منازل على الأقل في منطقة الحكر بالمدينة ذاتها.
في سياق متصل، كشف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن تعرض مقر إقامة موظفي المنظمة ومستودعها في دير البلح للهجوم ثلاث مرات خلال يوم واحد، من قبل جيش الاحتلال.
وأكد أن قوات الاحتلال اقتحمت مقر إقامة الموظفين، وأجبرت النساء والأطفال على الإخلاء سيرًا على الأقدام، بينما قيدت الرجال بالأصفاد وجردتهم من ملابسهم واستجوبتهم تحت تهديد السلاح. كما اعتقل جيش الاحتلال اثنين من موظفي المنظمة واثنين من أفراد عائلاتهم، قبل أن يُفرج عن ثلاثة منهم لاحقًا، بينما لا يزال أحدهم محتجزًا.
من جانبه، أعلن المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أن مستشفيات القطاع تستقبل يوميًا نحو 100 شهيد نتيجة القصف المباشر، دون احتساب شهداء المجاعة. وأكد أن المجاعة أدت إلى تفشي أمراض جديدة خاصة بين الأطفال، وسط عجز تام عن علاجهم، محذرًا من كارثة صحية كبيرة. وأشار إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن التجويع ارتفع إلى 20 خلال 48 ساعة فقط.