غزة - قدس الإخبارية: قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، في بيان صادر عنها اليوم السبت، إنما يجري من مجاعة وإبادة في قطاع غزة برعاية وشراكة أميركية مباشرة، وتواطؤ من المجتمع الدولي، وتوافر غطاء سياسي ودبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه البيان بـ"المنحاز بشكل مخزٍ للكيان الصهيوني".
وشددت على أن شعب فلسطين في قطاع غزة يواجه منذ أكثر من 21 شهرًا حربًا إجرامية تتسم بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وسط قصف همجي وتجويع متعمد واستهداف شامل لكل مناحي الحياة، في ظل نزوح جماعي واسع النطاق، وتفشي المجاعة والأمراض والانهيار الكامل للبنية الصحية والإنسانية، وأن ما يحدث من موت جماعي للأطفال والمرضى وكبار السن،
وأوضحت الفصائل أن المستشفيات تستقبل أعدادًا غير مسبوقة من الفلسطينيين الذين يعانون من إجهاد شديد وإعياء حاد جراء الجوع والمرض، بعدما تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود في ظل انعدام الدواء والغذاء والرعاية الصحية، ما يجعلهم عرضة للموت في أي لحظة.
وأشارت إلى أن القصف الصهيوني لم يتوقف عند حدود الأهداف العسكرية أو الأمنية، بل طال الكنائس والمساجد والمدارس والمستشفيات، مؤكدة أن المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم تقع على عاتق الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي "المنافق"، إلى جانب الأنظمة العربية والإسلامية التي وصفها البيان بالصامتة والخانعة، والتي بات صمتها دافعًا مباشراً لاستمرار جرائم الاحتلال.
ولفت البيان إلى أن ما تشهده غزة اليوم عرّى نفاق الغرب وكشف زيف ديمقراطيته، محذرًا من أن الشعارات الإنسانية والأخلاقية التي ترفعها الحكومات الغربية ليست سوى أوهام وشعارات جوفاء.
ودعت فصائل المقاومة جماهير الأمة العربية والإسلامية، وأحرار العالم، إلى كسر صمتهم ومغادرة مربع التفرج، والخروج في مظاهرات شعبية واسعة، ومحاصرة السفارات الصهيونية والأميركية والغربية، دعماً لغزة ومقاومتها.
كما وجّه البيان نداءً مباشرًا إلى علماء الأمة ونخبها السياسية والفكرية، داعيًا إياهم إلى التحرك الفوري واتخاذ موقف عملي إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، مؤكدًا أن "الحياة موقف، وهذا هو يومكم لتُروا الله ما يحب منكم".
وفي ختام البيان، حيّت الفصائل الشعب الفلسطيني الصامد في غزة، ووصفتهم بـ"تيجان الرؤوس"، مؤكدة أن صمودهم البطولي أفشل مخططات الاحتلال الصهيوني وحلفائه، وأن تضحياتهم لن تذهب سدى، بل ستكون بذرة النصر القريب بإذن الله.
في سياقٍ متصل، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم السبت، بيانًا صحفيًا عاجلًا، طالب فيه المجتمع الدولي بكافة مكوناته، إلى جانب المنظمات الأممية والدولية والحقوقية، بالتحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، التي دخلت يومها الـ651 منذ بدء الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأكد البيان أن ما يجري في غزة يمثل جريمة تجويع جماعي تستدعي تحركًا دوليًا حاسمًا، مشددًا على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة، تحت إشراف دولي مباشر وفعلي، لضمان وصول الغذاء والدواء إلى جميع مناطق القطاع دون تدخل أو عراقيل من قبل الاحتلال.
كما طالب المكتب برفع الطابع السياسي عن المساعدات الإغاثية، ووقف عمليات التلاعب أو التحكّم بها من قبل الاحتلال أو أي جهات متواطئة معه، مشددًا على أن استمرار الحصار يمثل جريمة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف.
ودعا البيان إلى تحرك دولي ضاغط لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف الإبادة الجماعية، ووقف سياسات التجويع والتهجير القسري، التي تمارس بحق أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي على ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في جريمة التجويع التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، ومحاسبة جميع المسؤولين عنها أمام محاكم دولية عادلة، باعتبارها جريمة حرب مكتملة الأركان.
وختم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى تجاوز حالة الصمت والتقاعس، والتحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من حياة الفلسطينيين في قطاع غزة.