شبكة قدس الإخبارية

أبو عبيدة: نقاتل نيابة عن أمة تخلّت عن واجبها واشترى الاحتلال خذلانها

٢١٣

 

أبو عبيدة: نقاتل نيابة عن أمة تخلّت عن واجبها واشترى الاحتلال خذلانها

غزة – قدس الإخبارية: أكد الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، في كلمة له اليوم الجمعة، أن أربعة أشهر مرّت منذ أن استأنف الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي النازي على قطاع غزة، بعد أن غدر ونقض العهود، وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة في يناير من هذا العام، وكذب على الوسطاء والعالم، ليعود بحثًا عن نصره المزعوم، وليكمل ساديته ضد المدنيين والأطفال، ويواصل تدميره الممنهج للأحياء والمدن والتجمعات السكنية المدنية، في حرب غاشمة ضد الفلسطينيين.

وأوضح أبو عبيدة أن واحدًا وعشرين شهرًا من العدوان تلخّصت في ثبات مجاهدي ومقاومي الشعب الفلسطيني، وصبر الشعب العظيم المعطاء، في مقابل عارٍ ظلّ يلاحق المحتلين الغاصبين، وخذلانٍ مخزٍ من "أشقاء الدم والعروبة والإسلام"، باستثناء من رحم الله من الصادقين والمجاهدين، ومن الشعوب الحرة المنسجمة مع إنسانيتها.

وأشار إلى أن الاحتلال أطلق خلال الأشهر الأخيرة عمليةً أسماها "عربات جدعون"، في محاولة منه لإضفاء قداسة مزيفة على معركته، واصفًا إياها بأنها "عنصرية نازية لا تشبه سوى أفعال الشياطين وممارسات العصابات القذرة الجبانة".

وأضاف أن مجاهدي القسام واجهوا هذه العملية بسلسلة عمليات "حجارة داوود"، استلهامًا لنصر الله لعبده داوود عليه السلام في مواجهة جالوت، مؤكدًا أن الله فتح على المجاهدين وسدد رميهم، وكانت معية الله معهم في كل ضربة، يرددون فيها: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".

وأكد أبو عبيدة أن المجاهدين، إلى جانب إخوانهم في فصائل المقاومة، وخاصة سرايا القدس، يخوضون مواجهة غير متكافئة، بإيمان وبأس شديد وعزيمة لا تلين، مشيرًا إلى أنهم أوقعوا خلال الأشهر الأخيرة مئات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وتسبّبوا بإصابة آلاف آخرين بأمراض نفسية وصدمات، وتزايد حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال نتيجة الأفعال الدموية التي يمارسونها والمقاومة التي يواجهونها.

وقال إن المجاهدين يفاجئون العدو بتكتيكات جديدة ومتنوعة، وينفذون عمليات نوعية وبطولية، تستهدف الآليات بالقذائف والعبوات، ويلتحمون مباشرة مع جنود الاحتلال، ويقنصون ضباطهم، ويفجرون المباني وفتحات الأنفاق والكمائن المركبة، ويغيرون على القوات.

وأشار إلى أن العالم شاهد أبطال القسام وهم يعتلون آليات الاحتلال في خان يونس، ويصلون للجنود من نقطة الصفر، ويجهزون عليهم، ويغتنمون أسلحتهم، مؤكدًا أن محاولات أسر الجنود في الأسابيع الأخيرة كادت تنجح لولا تدخل الاحتلال بقتل جماعي لجنوده المشكوك في تعرضهم لمحاولة أسر.

وأوضح أن العمليات امتدت من أقصى شمال وشرق بيت حانون وجباليا، مرورًا بحي التفاح والشجاعية والزيتون في مدينة غزة، وصولًا إلى خان يونس ورفح، ما يجعل مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية في مقاومة الاحتلال في التاريخ المعاصر.

وأضاف أن القسام وفصائل المقاومة على جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة، مؤكدًا أن القتال مبدأ وحق وواجب ديني ووطني مقدس، وأن خيارهم الوحيد هو مواصلة القتال بكل إصرار وبما يملكون من إرادة ورجال وسلاح، بإذن الله.

وبيّن أن استراتيجية قيادة القسام في هذه المرحلة تركز على إيقاع مقتلة في صفوف الاحتلال، وتنفيذ عمليات نوعية من مسافة الصفر، والسعي لتنفيذ عمليات أسر لجنود الاحتلال.

وشدد أبو عبيدة على أن استمرار الاحتلال في حرب الإبادة يعني استمرار استقبال جنائز جنوده، مشيرًا إلى أن دباباتهم لن تحميهم من "حمم الموت" التي صُنعت بأيادٍ مؤمنة ورُميت بيد الله، مؤكّدًا أن الحصون لن تمنعهم من بأس الله، وأن الرعب سيقذف في قلوبهم.

وأعرب عن إدراك القسام لحجم الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدًا أن مجاهدي القسام يعيشون آلامهم يومًا بيوم، وأن قيامهم بواجبهم لا يُعفي الأمة الإسلامية من مسؤوليتها.

وقال إن الاحتلال يتلقى الدعم من أقوى القوى الظالمة في العالم بقوافل لا تتوقف من السلاح، في حين تكتفي أنظمة الأمة بالصمت على ما يجري، في أكبر جريمة إبادة جماعية، موضحًا أن الصمت العربي والإسلامي شجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر.

وتوجّه أبو عبيدة إلى قادة وعلماء ونخب الأمة، قائلًا: "أنتم خصومنا أمام الله، أنتم خصوم كل طفل يتيم، وكل ثكلى، وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوَّع"، مؤكدًا أن دماء عشرات الآلاف من الأبرياء في رقابهم.

وحذّر من أن الاحتلال يخطط لإقامة معسكرات اعتقال نازية تحت مسميات إنسانية كاذبة، ويمارس سادية تفوق النازية، ويتفاخر بالتدمير الممنهج كـ"إنجاز عسكري"، مطالبًا برفض عالمي شامل لهذه المخططات الإجرامية.

وأضاف أن أكذوبة "معاداة السامية" التي يتذرع بها الاحتلال أصبحت مهزلة، مشيرًا إلى أن العالم لا يكرههم عبثًا، بل بسبب الجرائم التي يرتكبونها بحق الإنسانية، وأنه ليس ذنب الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن عقد الصهيونية المريضة.

وأشار إلى أن محاولات الاحتلال استخدام عملاء ومرتزقة بأسماء عربية لن تنجح، بل ستتحول إلى ورقة محروقة، داعيًا العملاء للتوبة والعودة إلى أحضان شعبهم، مشيدًا بعائلاتهم وعشائرهم التي تبرأت منهم.

ووجّه أبو عبيدة تحية خاصة لشعب اليمن وقواته المسلحة، وعلى رأسهم أنصار الله، الذين وصفهم بـ"إخوان الصدق"، لما أظهروه من مواقف ثابتة ونصرة حقيقية لفلسطين وغزة، كما أشاد بكل أحرار العالم الذين يقفون مع غزة ويتحدّون التضليل والتشويه.

وأكد أن كل مبادرات الأحرار في العالم، سواء نجحت أو أُجهضت، هي محل فخر واعتزاز، داعيًا لتصعيدها وفضح جرائم الاحتلال في كل الساحات.

وفي ما يخص ملف الأسرى، شدّد أبو عبيدة على دعم القسام الكامل للوفد التفاوضي للمقاومة، كاشفًا أن القسام عرض مرارًا تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة ضمن صفقة شاملة، لكن نتنياهو ووزراءه رفضوا، مرجّحين أنهم لا يُعيرون ملف الأسرى اهتمامًا، ويهيّئون الجمهور لتقبّل فكرة مقتلهم.

وأكد أن القسام يراقب جولات التفاوض عن كثب، ويسعى إلى الوصول إلى صفقة توقف الحرب وتُفضي إلى انسحاب قوات الاحتلال وتُغيث الشعب الفلسطيني، محذرًا من أن استمرار التعنّت الصهيوني قد يُنهي فرص إبرام صفقة مستقبلية.

وختم بالقول إن العدو يلجأ إلى جرائم حرب وسياسات تطهير عرقي بعد فشله في كسر المقاومة، مدعومًا من الإدارة الأمريكية، معتبرًا أن ما يرتكبه الاحتلال من قتل وتجويع وتشريد وإبادة هو دلالة فشله وتخبّطه في مواجهة صمود الفلسطينيين ومقاومتهم.