رام الله - قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية والأغوار الشمالية، ضمن سياسة ممنهجة من القمع والتهجير والاستيلاء على الأرض، في ظل دعم غير محدود من حكومة الاحتلال المتطرفة.
فوجر اليوم الجمعة، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات في مدن وبلدات الضفة الغربية، تخللتها إصابات بالرصاص الحي واعتداءات ميدانية واقتحامات للمنازل. ففي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال محيط المقبرة الغربية، وأطلقت الرصاص الحي ما أدى إلى إصابة الشاب فادي أبو شرخ، قبل أن تقوم باعتقاله، وتمنع طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليه لتقديم الإسعاف. كما داهمت مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس واعتقلت الشاب أحمد العيساوي بعد اقتحام منزله وتفتيشه.
وفي محافظة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب إبراهيم الجهاد من بلدة كفر جمال جنوب المدينة، تزامنًا مع اقتحام واسع طال قرى الكفريات، ومنها كفر جمال وكفر زيباد وكفر عبوش وكفر صور، وشهدت هذه القرى عمليات مداهمة وتفتيش واسعة، وتحويل عدد من المنازل الفلسطينية إلى ثكنات عسكرية مغلقة.
وفي بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب علاء فوزي الريماوي (21 عامًا) عقب اقتحام منزله، بينما اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من تجمع المالح في الأغوار الشمالية بعد أن هاجم المستوطنون منزل طارق كعابنة، تحت حماية جنود الاحتلال. والمعتقلون هم: طارق وعبد وعلي كعابنة.
وفي مدينة دورا جنوب الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال إحدى البنايات السكنية، وأخلتها بالكامل من الفلسطينيين، قبل أن تحوّلها إلى ثكنة عسكرية مغلقة، ضمن سياسة التهجير والسيطرة على الممتلكات.
وفي القدس المحتلة، احتجزت قوات الاحتلال مجموعة من النساء في حي الشيخ جراح، في اعتداء جديد يأتي في سياق التضييق المستمر على الفلسطينيين في الحي الذين يواجهون خطر التهجير القسري، فيما أفرج الاحتلال عن الأسير سامي عطا من مخيم عقبة جبر جنوب أريحا، بعد أن قضى عامين في سجونه.
وفي تصعيد خطير شهدته الأغوار الشمالية ليلة الجمعة وفجر اليوم، أقدمت مجموعة من المستوطنين المدججين بالسلاح وتحت حماية جيش الاحتلال، على تنفيذ عدوان وحشي استهدف الفلسطينيين ومواشيهم في قرية المالح شرق طوباس.
ووفق إفادة رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة، فقد سرق المستوطنون نحو 350 رأس ماشية، وأقدموا على قتل ما لا يقل عن 117 رأسًا منها باستخدام السكاكين والرصاص الحي، وذلك بعد اقتيادها إلى منطقة "الشق" القريبة.
وأضاف دراغمة أن الاعتداء شمل أيضًا تدمير ممتلكات الفلسطينيين، والاعتداء عليهم ومحاولة تهجيرهم بالقوة من أراضيهم، بينما قام جيش الاحتلال باحتجاز ثلاثة فلسطينيين من القرية بعد تقييدهم وعصب أعينهم، قبل أن يفرج عنهم لاحقًا.
وتُعد منطقة المالح واحدة من 21 تجمعًا فلسطينيًا في الأغوار الشمالية، وهي منطقة حيوية تستهدفها سلطات الاحتلال ومليشيات المستوطنين بشكل متكرر. تبلغ مساحة الأغوار الشمالية ما يقارب 720 ألف دونم، يسيطر الاحتلال على نحو 400 ألف دونم منها تحت ذرائع "الاستخدام العسكري"، فيما تشكل الأراضي الزراعية في الأغوار ما نسبته 50% من إجمالي المساحة الزراعية في الضفة الغربية.
ويعيش في الأغوار الشمالية أكثر من 11 ألف فلسطيني مهددين بالاقتلاع في أي لحظة، في ظل دعم واضح من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفة التي تولت السلطة أواخر عام 2022، وتواصل دعم الاستيطان ومصادرة الأراضي، خاصة في المناطق المصنفة "C" وفق اتفاق أوسلو، وسط غياب واضح لأي دور فاعل من قبل السلطة الفلسطينية في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في هذه المناطق.