دمشق - قدس الإخبارية: أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الشعب السوري، بتاريخ يمتد لآلاف السنين، يرفض كل أشكال التقسيم، مشددًا على أن السوريين "أبناء هذه الأرض، والأقدر على تجاوز كل محاولات الكيان الإسرائيلي لتمزيقنا"، في إشارة إلى التطورات الجارية في محافظة السويداء.
وفي كلمة له حول العدوان الإسرائيلي الأخير، والتوتر في السويداء، قال الشرع إن "سوريا ليست ساحة لتجارب المؤامرات الخارجية أو ميدانًا لأطماع الآخرين"، معتبرًا أن بناء سوريا جديدة يفرض على الجميع الالتفاف حول الوطن ومصلحة البلاد. وأضاف أن "أهلنا من الدروز هم جزء أساسي من نسيج الوطن، وحمايتهم تمثل أولوية للدولة السورية".
وحول الخيار الرسمي في التعامل مع تصاعد التوتر في السويداء، أوضح الرئيس السوري أن الدولة "كانت أمام خيارين: الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي أو فسح المجال أمام شيوخ الدروز للتوصل إلى اتفاق، فاخترنا حماية الوطن"، مشيرًا إلى أن "الكيان الإسرائيلي يسعى منذ سقوط النظام البائد إلى خلق صراعات داخل سوريا وتفكيك نسيجها الاجتماعي".
وبيّن الشرع أن الدولة السورية قررت تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل باستعادة الأمن في السويداء، معتبرًا ذلك قرارًا يحفظ وحدة الوطن ويغلب المصلحة الوطنية على الفوضى.
كما شدد على أن "لا مكان لتنفيذ أطماع الآخرين في أرضنا"، مؤكدًا أن سوريا ستستعيد هيبتها، وأنها ليست ممن يخشون الحرب، لكنها اختارت حماية الشعب ومنع الفوضى كخيار استراتيجي.
وختم كلمته بالتأكيد على أن "امتلاك القوة لا يعني تحقيق النصر، وبدء الحرب لا يضمن السيطرة على نتائجها"، مضيفًا: "نحن أصلب من أن تزعزع عزيمتنا فتنٌ مفتعلة، وسنواصل صون كرامتنا ووحدة أرضنا".
ومساء أمس الأربعاء، انسحبت قوات وزارة الدفاع من السويداء بعدما أشارت وزارة الداخلية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في المحافظة، يضمّ 14 بندا، ينص أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
وظهر الأمس، شنّ طيران الاحتلال سلسلة غارات جوية عنيفة على العاصمة السورية دمشق ومحيطها، مستهدفًا منشآت عسكرية وحكومية حساسة، في تصعيد غير مسبوق تزامن مع التوترات الأمنية المتصاعدة جنوب البلاد، خاصة في محافظة السويداء.
