شبكة قدس الإخبارية

موقع عبري: حماس لديها القدرة على التنسيق بين وحداتها المختلفة وجمع المعلومات لتنفيذ الكمائن 

٢١٣

 

كتائب القسام تبث مشاهد من التحام مجاهديها مع جنود وآليات الاحتلال في محاور مدينة خانيونس جنوب القطاع - YouTube - 0-2-18_0

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: فيما تحاول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الترويج لتقدم ميداني في قطاع غزة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب، كشفت سلسلة تقارير عبرية – أبرزها من موقع “والا” – عن معطيات معاكسة تمامًا، تشير إلى قدرة متزايدة لدى المقاومة الفلسطينية على إدارة المعركة بفعالية وتنسيق عالٍ، مستندة إلى معلومات استخباراتية دقيقة واستنزاف متراكم في صفوف جيش الاحتلال.

أبرز هذه المؤشرات تجلى في كمين بيت حانون، الذي قُتل فيه خمسة جنود وأصيب 14 آخرون، بعضهم بجراح خطيرة. تحقيق جيش الاحتلال وصف العملية بأنها واحدة من أعقد الكمائن التي تعرّضت لها قواته في شمال القطاع، حيث شملت تفجير ثلاث عبوات ناسفة شديدة الانفجار بشكل متتالٍ، أعقبها إطلاق نار كثيف من عدة محاور باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة. 

وبحسب التحقيقات، كانت القوات تتحرك في محور تم “تهيئته” مسبقًا عبر قصف جوي ومدفعي مكثف، في منطقة زُعم أنها تخضع لـ”سيطرة عملياتية عالية”، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول فعالية منظومة الرصد والتأمين الإسرائيلية.

موقع والا أشار في تقرير اليوم الخميس إلى أن حماس تدير منظومة استخباراتية فعّالة تمكّنها من رصد تحركات وانتشار القوات الإسرائيلية بدقة. ووفقًا لتقديرات أمنية إسرائيلية، فإن المقاومة تجمع المعلومات عبر مراقبة مستمرة، تُترجم ميدانيًا إلى عمليات قنص، زرع عبوات، وإطلاق صواريخ موجهة، في مشهد يعكس تنسيقًا دقيقًا بين الوحدات القتالية ومراكز القيادة، على الرغم من عدوان الاحتلال المستمر.

وتُظهر المعلومات أن الحركة تمكّنت من تعيين قادة ميدانيين جدد، يديرون العمليات ضمن تسلسل هرمي صارم يضمن استمرارية المقاومة. هذه البنية التنظيمية الميدانية، إلى جانب ما وصفه التقرير بـ”القدرات التقنية المتقدمة”، مثل أجهزة الرؤية الليلية ووسائل المراقبة، تفسّر قدرة حماس على تنفيذ كمين معقّد في منطقة ملغّمة بوجود عسكري إسرائيلي وتحت رقابة جوية مستمرة.

كما نقل الموقع عن ضابط احتياط إسرائيلي بارز تحذيره من أثر المناخ القاسي في غزة، مؤكدًا أن الحرارة والرطوبة المرتفعة تتسبب بإرهاق كبير لوحدات الجيش، ما يمنح المقاومة فرصة لشن هجمات مباغتة في لحظات الانكشاف. هذا الإنهاك، الذي أُشير إليه أيضًا في تقرير بيت حانون، يترافق مع تآكل واضح في جاهزية القوات، وخاصة على مستوى القيادات الميدانية التي تخوض حرب استنزاف طويلة دون تحقيق اختراق حاسم.

وفي تطور مرتبط، سمحت الرقابة العسكرية للاحتلال بنشر خبر مقتل الجندي الاحتياطي أڤراهام أزولاي في خان يونس، خلال محاولة أسر نفذها مقاومون خرجوا من نفق أرضي. ويشير هذا الهجوم إلى استمرار اعتماد المقاومة على تكتيكات الأنفاق، والهجمات الموضعية ضد الآليات الإسرائيلية، في ظل فشل الاحتلال في تحييد هذه البنية التحتية رغم مرور ما يقارب العامين على العمليات البرية.