شبكة قدس الإخبارية

"إنفيديا" تبني أكبر قيمة سوقية بالتاريخ عبر الإبادة الجماعية في قطاع غزة

٢١٣

 

"إنفيديا" تبني أكبر قيمة سوقية بالتاريخ عبر الإبادة الجماعية في قطاع غزة

رام الله - قدس الإخبارية: حققت شركة "نفيديا" الأمريكية إنجازًا ماليًا غير مسبوق بعد أن تجاوزت قيمتها السوقية حاجز 4 تريليونات دولار، مدفوعة بالطلب العالمي المتصاعد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذا الصعود التاريخي تزامن مع تورط الشركة في واحدة من أكثر الجرائم فتكًا بالتكنولوجيا، عبر توفير أدوات متقدمة ساهمت في تسهيل الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

حققت شركة "إنفيديا" الأمريكية إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق بعد أن تجاوزت قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار للمرة الأولى، مدفوعة بالطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما جعلها في صدارة الشركات العالمية المستفيدة من هذه الطفرة التقنية.

وارتفع سهم "إنفيديا"، المتخصصة في تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بنسبة 2.59% خلال تداولات الأربعاء، ليصل إلى 164.11 دولاراً، ما منحها موقع الريادة كأول شركة مدرجة على البورصات العالمية تتجاوز هذه القيمة السوقية. وتخطّت بذلك شركتي "مايكروسوفت" و"آبل"، اللتين بلغتا في وقت سابق حاجز 3 تريليونات دولار.

لكن خلف هذا الإنجاز المالي، تكشف تقارير متعددة عن دور خطير ومثير للجدل تلعبه "إنفيديا" في تمكين الأنظمة العسكرية بوسائل متقدمة للقتل والمراقبة. ففي أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد 7 أكتوبر، أشارت منصّة "صدى سوشال" إلى أن "إنفيديا" زوّدت جيش الاحتلال بحواسيب فائقة الأداء ضمن مشروع "DGX SuperPOD"، وهو نظام حوسبة عالية يتيح تحليل كميات هائلة من البيانات وتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على نطاق عسكري.

ويُظهر هذا النظام قدرة حوسبية هائلة تبلغ ثمانية إكسافلوب من أداء الذكاء الاصطناعي و130 بيتافلوب من الحوسبة العلمية، ويُعتقد أنه استُخدم في تحليل تحركات الفلسطينيين، وتوجيه الضربات، وتحديد "بنك الأهداف"، ما يربط الشركة الأمريكية مباشرة باستخدام تقنياتها في عمليات القتل الجماعي الممنهج في فلسطين المحتلة.

وحذّرت تقارير حقوقية من أن تزويد جيش الاحتلال بهذه الأنظمة التقنية المتقدمة يعزز من قدراته في عمليات المراقبة والتصفية، ويؤشر على تواطؤ واضح من شركة "إنفيديا" في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، ما يستدعي موقفًا دوليًا لمساءلة المتورطين ومنع استغلال الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية.

تأسست "إنفيديا" عام 1993 في ولاية كاليفورنيا، واستطاعت خلال العقود الماضية تحقيق تقدم نوعي في تطوير وحدات معالجة الرسوميات (GPU) التي أصبحت حجر الأساس في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة، بما في ذلك النماذج اللغوية الكبرى مثل "شات جي بي تي". واستفادت الشركة من الزخم الكبير الذي تبع إطلاق هذه التقنيات أواخر عام 2022، ما عزز من موقعها كمزود رئيسي للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

وبحسب بيانات السوق، فقد ارتفع سهم "إنفيديا" بأكثر من 15 ضعفاً خلال السنوات الخمس الأخيرة، وسجّل قفزة بنسبة تتجاوز 22% منذ بداية العام الجاري، و15% خلال الشهر الأخير فقط، في مؤشر واضح على حجم التوقعات الاستثمارية التي تُعقد على مستقبل الشركة.