شبكة قدس الإخبارية

بيت حانون مقبرة كتيبة "نيتساح يهودا"

٢١٣

 

بيت حانون مقبرة كتيبة "نيتساح يهودا"

غزة - قدس الإخبارية: صباح اليوم، اعترف جيش الاحتلال بمقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين في كمين مركّب نفذته المقاومة الفلسطينية مساء أمس في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في واحدة من أعنف الضربات التي تلقتها قوات الاحتلال خلال توغلها في شمال القطاع، حيث تتواصل العمليات الهجومية التي تنفذها المقاومة ضمن معركة استنزاف مستمرة.

ووفق ما ورد في الإعلام العبري، جرى استهداف قوة مشاة من الكتيبة بعبوتين ناسفتين تم تفجيرهما عن بُعد خلال مرورها في أحد الطرقات ببلدة بيت حانون. وبينما كانت قوات الاحتلال تحاول إخلاء المصابين، وقعت في كمين ثانٍ، حيث أُطلقت النار بكثافة من قبل مقاومين فلسطينيين ما أسفر عن وقوع إصابات إضافية، وتحولت مهمة الإخلاء إلى عملية معقدة وطويلة استدعت تدخل وحدات إنقاذ إضافية.

الجنود القتلى جميعهم من كتيبة "نيتساح يهودا" التابعة للواء "كفير"، تأسست عام 1999 وتُعرف سابقًا باسم "ناحل الحريديم"، وهي واحدة من أكثر الوحدات التي وُجّهت إليها اتهامات دولية بانتهاك حقوق الفلسطينيين، لا سيما خلال خدمتها في الضفة الغربية. 

 ففي عام 2019، طالبت منظمات دولية بمحاسبة أفراد من الكتيبة لتعذيبهم أسرى فلسطينيين في رام الله، وفي عام 2022، قتلت الكتيبة فلسطينيًا مسنًا يبلغ من العمر 80 عامًا ويحمل الجنسية الأمريكية، ما دفع السفارة الأمريكية إلى إعداد تقرير خاص عنها.

وفي ظل تزايد التقارير المصورة التي أظهرت جنودها وهم يعتدون على الأسرى، تعرضت الكتيبة لنقل إلى الجولان في عام 2023، بعد تصاعد الانتقادات، وفي 2024 ظهرت تقارير تفيد بدراسة جهات دولية فرض عقوبات عليها.

الكمين الأخير في بيت حانون لم يكن الأول الذي تستهدف فيه هذه الكتيبة، ففي 22 مايو 2024، قُتل ضابط وجندي من "نيتساح يهودا" برصاص قناص من المقاومة في نفس المنطقة، وفي 26 من الشهر ذاته قُتل جندي آخر من الكتيبة. كما استهدفت المقاومة في 30 ديسمبر 2024 مبنى يتحصن به جنود من الكتيبة بقذيفة مضادة للدروع، ما أسفر عن مقتل الجندي "أوريئيل بيرتس" وإصابة تسعة آخرين، بينهم ثلاثة بحالة خطيرة، بحسب إعلان جيش الاحتلال.

القناة 14 العبرية وصفت كمين بيت حانون بأنه من أخطر الحوادث في تاريخ كتيبة "نيتساح يهودا"، حيث كشفت تفاصيل العملية بأن قناصًا من المقاومة تمكن من إصابة جندي في الطابق الثالث من مبنى، وحين حاول رفاقه إنقاذه، أطلق مقاومون كمنوا في المكان قذيفتين إضافيتين، ما أدى إلى مقتل بيرتس وإصابة باقي أفراد القوة.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن عمليات إخلاء الجرحى استمرت لساعات طويلة منذ الفجر وحتى الظهيرة، وسط تعقيدات ميدانية فرضتها طبيعة الهجوم ودقة التخطيط الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في بيت حانون، والتي باتت تشكل كابوسًا لوحدات النخبة في جيش الاحتلال.