نابلس- قدس الإخبارية: أُصيب جندي من جيش الاحتلال، واعتُقل عدد من الفلسطينيين، خلال سلسلة اقتحامات واعتداءات نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون الليلة الماضية وفجر اليوم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات وعمليات قمع وتخريب.
وأُصيب جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية عقب استهداف قوة عسكرية بعبوة ناسفة محلية الصنع، خلال اقتحام منطقة بلاطة البلد شرق مدينة نابلس، في إطار التصدي الفلسطيني المستمر للاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال ومستوطنيه، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وبحسب شهود عيان، فقد ألقى مقاومون عبوة ناسفة باتجاه قوة للاحتلال خلال تأمينها اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين لما يُعرف بـ"قبر يوسف" في المنطقة الشرقية من نابلس، حيث تزامن ذلك مع اندلاع مواجهات عنيفة أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه الفلسطينيين في منطقة بلاطة، وفي بلدة قصرة جنوب شرق المدينة. كما منعت قوات الاحتلال الأهالي من العودة إلى منازلهم في المنطقة الشرقية تزامنًا مع اقتحام المستوطنين.
وتزامنًا مع عملية الاقتحام، أغلقت جرافات الاحتلال شارع عمان والطريق المؤدي إلى منطقة عراق التايه بالسواتر الترابية، ومنعت دخول وخروج المركبات. كما اعترض الجنود مركبة فلسطينية في شارع القدس بمدينة نابلس، واعتدوا بالضرب على الشبان بداخلها، فيما حاول أحد الجنود دهس شاب كان في طريقه إلى منزله قرب مخيم بلاطة.
وأكدت جمعية الإغاثة الطبية في نابلس أن طواقمها تعاملت مع إصابة مواطن بشظايا رصاص في الركبة نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة تخللتها عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين، تركزت في الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين.
ففي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمود سلهب بعد اقتحام منزله في المنطقة الجنوبية من المدينة. كما اعتقلت الشقيقين فادي وفيصل جهاد الصبار خلال اقتحام مدينة دورا جنوب غرب الخليل.
وفي بيت لحم، داهمت قوات الاحتلال بلدة الخضر واعتقلت الشابين ليث محمد صبيح (18 عامًا) ومعتز إسماعيل صلاح (16 عامًا) بعد تفتيش منزليهما بدقة. وخلال الاقتحام، وزّع جنود الاحتلال منشورات تهديدية على الأهالي، واستخدموا مكبرات الصوت لتحذيرهم من "تعكير حياة" المستوطنين، في حال استمرار عمليات رشق مركباتهم بالحجارة.
كما تمركزت قوات الاحتلال في الجهة الشرقية من قرية جورة الشمعة جنوب بيت لحم، وشرعت بمداهمة منازل الفلسطينيين والتحقيق ميدانيًا مع ساكنيها، إلى جانب فحص كاميرات المراقبة المثبتة على واجهات المنازل والمحلات التجارية، ما أثار مخاوف من حملة تصعيد ميداني مرتقبة في المنطقة.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عمر خالد أبو عطية بعد اقتحام منزله في مخيم الأمعري جنوبي المدينة، تزامنًا مع اقتحامات لبلدات سلواد شرق رام الله، وبدّرس وخربثا بني حارث غرب المدينة. وخلال اقتحام بلدة بدرس، داهم جنود الاحتلال منزل الأسير المحرر بهاء عوض، واعتدوا عليه بالضرب المبرح ما استدعى نقله إلى المستشفى، علمًا بأنه تعرض للاعتقال عدة مرات منذ بداية العدوان على غزة.
أما في جنين، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الشاب إسلام أبو الهيجا من منزله في بلدة اليامون غرب المدينة بعد تخريب محتوياته، في وقت شهدت فيه بلدة بير الباشا حملة اعتقالات واسعة، شملت مداهمات لمنازل المواطنين وتحقيقات ميدانية وطرد المزارعين من أراضيهم.
كما داهمت قوات الاحتلال الخاصة منزل الأسير المحرر سلطان خلوف في بلدة برقين غرب جنين، في استمرار لملاحقته بعد سلسلة اقتحامات متكررة لمنزله خلال الشهور الماضية.
اعتداء استيطاني في الخليل
وفي الخليل، وضمن تحركات استيطانية متسارعة، اقتحم عدد كبير من المستوطنين صباح اليوم خربة حمروش شرق بلدة سعير شمال المدينة، ونصبوا خيمة استيطانية على قمة جبل الحديب تمهيدًا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المكان، وسط حماية مشددة من جيش الاحتلال. ويُمنع الفلسطينيون في المنطقة من رعي الأغنام أو ممارسة أعمالهم الزراعية بفعل الاعتداءات المتواصلة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من إقامة بؤرة استيطانية فوق جبل الجمجمة في مدينة حلحول شمال الخليل، حيث نُصبت غرف متنقلة ورُفع العلم الإسرائيلي فوقها، ضمن مخطط لإقامة مستوطنة "معاليت حلحول"، على موقع استراتيجي يُشرف على شارع رقم 60 الالتفافي، لربط مستوطنات جنوب وشمال الخليل وتفتيت المحافظة.
ويُعد جبل الجمجمة، الذي أقيم عليه سابقًا موقع عسكري إسرائيلي، نقطة استراتيجية حيث يبلغ ارتفاعه 1000 متر عن سطح البحر ويُطل على معظم أحياء مدينة الخليل والبلدات المحيطة. وبحسب تقارير مراقبين، فإن المشروع الاستيطاني الجديد يتضمن بناء 22 برج اتصالات وأجهزة إرسال إسرائيلية، بتكلفة تُقدّر بنحو 50 مليون شيكل، في إطار خطة أوسع لتعزيز السيطرة الاستيطانية على المحافظة.