الدوحة - قدس الإخبارية: شنت إيران، مساء اليوم الإثنين، هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر وعددًا من القواعد الأمريكية بالخليج، في رد على القصف الأمريكي الذي طال منشآت نووية إيرانية.
وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان، إن العملية حملت اسم "بشارة الفتح" ونُفذت بإشراف المقر المركزي لـ"خاتم الأنبياء". واعتبر البيان أن قاعدة العديد تمثل موقعًا استراتيجيًا للجيش الأمريكي في المنطقة، متوعدًا بردود أقسى في حال تكرار الاعتداءات، ومؤكدًا أن هدف العمليات هو إنهاء الوجود العسكري الأمريكي وتحقيق تطلعات الشعوب الحرة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع القطرية أن دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم الصاروخي بنجاح، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات أو وفيات، وأن الوضع في الأجواء القطرية مستقر وآمن. كما دعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالإرشادات الصادرة عن الجهات الرسمية
ما هي قاعدة العديد؟
ترتبط الولايات المتحدة وقطر باتفاق تعاون عسكري وُقّع بين البلدين عقب نهاية حرب الخليج الثانية عام 1991. وفي إطار هذا التعاون، شُيّدت قاعدة العديد الجوية (المعروفة أيضًا باسم مطار أبو نخلة) عام 1996 بتكلفة بلغت مليار دولار.
بدأت الولايات المتحدة استخدام القاعدة بشكل سرّي عام 2001 خلال الحرب على أفغانستان، قبل أن تُعلن رسميًا عام 2002 عن تمركز قواتها فيها. ومنذ ذلك الحين، توسّعت القاعدة لتضم منشآت متعددة، بينها مراكز قيادة متطورة، مخازن أسلحة ووقود، وورش صيانة للأسلحة والطائرات.
وبعد غزو العراق عام 2003، نقلت واشنطن مركز عملياتها القتالية الجوية في الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية إلى قاعدة العديد، والتي كانت تضم مقرًا احتياطيًا أُقيم عام 2002. ومع تصاعد اعتماد الولايات المتحدة على الطائرات، ومنها الطائرات المسيّرة، ازدادت أهمية القاعدة التي تتيح للقوات الأمريكية العمل بحرية كاملة دون دفع بدلات لدولة قطر.
وتستخدم القوات الأمريكية إلى جانب قاعدة العديد، قاعدة السيلية القريبة من الدوحة، التي أُنشئت عام 2000 وتضم مخازن للأسلحة والآليات والذخائر.
وتقع قاعدة العديد الجوية على بعد 30 كيلومترًا جنوب غرب الدوحة، وتضم أطول مدرج للطائرات في الخليج بطول 5 كيلومترات. وتستضيف القاعدة مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدمة، القيادة المركزية للقوات الجوية، قيادة العمليات الخاصة، قوة المهام المشتركة بين الوكالات - سوريا، مركز العمليات الجوية المشتركة، والجناح الجوي 379 للقوات الجوية الأمريكية.
يشارك العسكريون الأمريكيون في قطر في عمليات عدة، أبرزها عملية العزم الصلب (OIR) ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كما توفّر القاعدة قدرات استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة في مواجهة إيران.
وفي يناير/كانون الثاني 2019، وقعت قطر والولايات المتحدة مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الدفاعي، تضمنت دعم قطر لتكاليف الاستدامة والبنية التحتية المستقبلية في القاعدة. ومنذ عام 2003 وحتى 2022، خصصت قطر أكثر من 8 مليارات دولار لدعم العمليات الأمريكية وعمليات التحالف في القاعدة، إضافة إلى تمويل مشاريع الإنشاءات العسكرية الأمريكية، ما ساهم في توسعة وتعزيز البنية التحتية والمرافق الخاصة بالقوات الأمريكية المتمركزة هناك