شبكة قدس الإخبارية

صحيفة بريطانية: هكذا اخترقت إيران منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي

٢١٣

 

صحيفة بريطانية: هكذا اخترقت إيران منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي

طهران - قدس الإخبارية: أكد تقرير نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، أن الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة مثّلت أكبر خرق للدفاعات الجوية التابعة للاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات، بعد أن تمكّنت من تجاوز أنظمة الحماية متعددة الطبقات بفعل الكثافة النارية والتقنيات المتطورة المستخدمة في الهجوم.

وأوضح التقرير، الذي أعدّه مراسل الصحيفة أليكس كروفت، أن الهجمات الإيرانية نجحت في الوصول إلى العمق رغم اعتماد الاحتلال على منظومات دفاعية متقدمة طوّرها عبر سنوات لمواجهة صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصًا حماس، ومقاتلي حزب الله في لبنان.

وتعمل هذه المنظومات ضمن شبكة واحدة تشمل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ "آرو 3"، إلى جانب منظومة "ثاد" الأميركية، إلا أن هذا النظام المتكامل فشل في اعتراض جميع الصواريخ التي أُطلقت خلال الهجوم الإيراني الأخير.

ونقل التقرير عن الخبيرة الأمنية في مركز "تشاتام هاوس" البريطاني، ماريون ميسمر، قولها إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تُعد فعّالة لكنها ليست منيعة، مضيفة أن "سمعة القبة الحديدية الإعلامية تفوق فعاليتها الحقيقية".

وأشارت إلى أن معظم الصواريخ التي اعترضتها المنظومة في الماضي كانت محدودة العدد، تنطلق من مسارات معروفة ومواقع ثابتة مثل قطاع غزة أو جنوب لبنان، بعكس ما واجهته مؤخرًا.

وبحسب التقرير، اعتمدت الإستراتيجية الإيرانية على إطلاق عدد هائل من الصواريخ دفعة واحدة، بهدف إغراق الدفاعات الجوية وإجهادها، الأمر الذي صعّب عليها التعامل مع كل التهديدات في وقت واحد.

وأكدت الأستاذة مارينا ميرون من كلية كينغز في لندن أن "نجاح إيران في خرق الدفاعات يعود إلى الكم الهائل من الصواريخ"، مشيرة إلى أن هذا النهج تسبب في إنهاك أنظمة الاعتراض وإرباك منظومة الرد.

وبيّنت ميسمر في حديثها للصحيفة أن من أبرز عوامل نجاح الهجمات الإيرانية هو استخدام صواريخ فرط صوتية قادرة على تغيير مسارها أثناء الطيران، ما يجعل عملية اعتراضها بالغة الصعوبة، حتى أمام المنظومات الأكثر تطورًا.

ورجّح خبراء نقل عنهم التقرير أن إيران استخدمت أيضًا مسيّرات وهمية بعدّة طرق، من بينها نشرها بالقرب من مواقع الدفاعات الجوية لدفع الاحتلال إلى استهدافها ذاتيًا، أو إرسال موجات من الأهداف الزائفة بهدف استنزاف الذخيرة.

كما نقل التقرير عن ميرون إشارتها إلى احتمال لجوء الحرس الثوري الإيراني إلى وسائل الحرب الإلكترونية، مثل التشويش على الرادارات، لمنعها من اكتشاف مسارات الصواريخ وتحديد أماكن السقوط بدقة.

وخَلُص تقرير إندبندنت إلى أن ما جرىيُعبّر عن نجاح إيراني في تنفيذ خطة هجومية مركبة، اعتمدت على كثافة الضربات وتنوع التكتيكات، مؤكداً أنه "لا وجود لمنظومة دفاعية محصّنة بالكامل".

وفي 13 يونيو\حزيران الماضي،  في تطور هو الأخطر منذ عقود، انطلقت ساعة الصفر في حرب الاحتلال والولايات المتحدة ضد إيران، وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، هجومًا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، أسفر عن اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان والحرس الثوري، واستهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية في عمق البلاد.

وأطلق الاحتلال اسم "شعب كالأسد" على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.

ومنذ بدء العدوان على إيران، هاجمت الصواريخ الإيرانية والمسيرات، أهدافا إسرائيلية على امتداد فلسطين المحتلة، من الناقورة شمالا وحتى إم الرشراش (إيلات) جنوبا، منها منصة تصفية نفط، ومقر وزارة الحرب، ومعهد وايزمان.