شبكة قدس الإخبارية

العفو الدولية: تدمير بلدة خزاعة شاهد صارخ على إبادة ممنهجة في غزة

٢١٣

 

العفو الدولية: تدمير بلدة خزاعة شاهد صارخ على إبادة ممنهجة في غزة

غزة - قدس الإخبارية: اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، على خلفية تدميره الكامل لبلدة خزاعة جنوب قطاع غزة خلال شهر مايو/أيار 2025، معتبرة ما جرى مثالًا صارخًا على سياسة التدمير الممنهج التي تنفذها دولة الاحتلال لتحويل قطاع غزة إلى أرض قاحلة غير صالحة للحياة.

وقالت المنظمة في تقرير صدر الجمعة، إن تحليلًا أجرته باستخدام صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو موثقة، كشف أن قوات الاحتلال سوّت بالأرض ما تبقى من بلدة خزاعة خلال أسبوعين فقط، مشيرة إلى أن حجم الدمار لا يمكن تبريره بأي ذريعة عسكرية، ويعكس نية متعمدة في استهداف المناطق السكنية والزراعية لتجريد الفلسطينيين من مقومات الحياة.

وأكدت العفو الدولية أن ما جرى في خزاعة يندرج ضمن "خطة مدبرة لإخضاع السكان الفلسطينيين في غزة لظروف معيشية يُراد بها تدميرهم المادي كليًا أو جزئيًا"، محذّرة من أن هذه السياسة تنتهك القانون الدولي بشكل سافر، وتشكل جريمة إبادة يجب التحقيق فيها بشكل عاجل.

وأوضحت مديرة البحوث والسياسات في المنظمة، إريكا غيفارا روساس، أن ما حدث في خزاعة "يفوق أي ضرورة عسكرية يمكن تصورها"، ويمثل "محاولة متعمدة لجعل المنطقة غير قابلة للسكن، وتمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني"، مشددة على أن "المحو الفعلي لخزاعة يستوجب فتح تحقيق مستقل ومحايد".

وقالت روساس إن هذا التدمير المنهجي للبنى التحتية الأساسية والحيوية، بما فيها الأراضي الزراعية الخصبة، يكشف عن نمط متكرر تمارسه قوات الاحتلال بهدف دفع الفلسطينيين نحو الفناء التدريجي، وأضافت: "هذه إبادة جماعية ويجب وقفها فورًا".

ونهاية مايو\أيار الماضي، أعلنت بلدية خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أن البلدة باتت "منطقة منكوبة بالكامل"، نتيجةً للقصف الإسرائيلي المتواصل الذي طال مختلف مناحي الحياة فيها، ضمن العدوان المستمر منذ عشرين شهرًا.

وأوضحت البلدية في بيان رسمي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت بشكل ممنهج منازل الفلسطينيين ومرافقهم الصحية والتعليمية، كما طالت الضربات الطرق وشبكات البنية التحتية، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة بالكامل، وأجبر سكان البلدة على النزوح تحت القصف والنيران.

وأكد البيان أن ما تتعرض له خزاعة يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني"، مشيرًا إلى أن حجم الدمار تجاوز كل التقديرات، ما يجعل البلدة "خارج نطاق الخدمة بشكل كامل".

رئيس بلدية خزاعة، شحدة أبو روك، صرّح بأن البلدة "مسحت عن الخريطة"، مؤكدًا أن جميع معالم الحياة فيها دُمرت، بما يشمل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وحتى الأشجار. ولفت إلى أن خزاعة، التي كان يقطنها نحو 10 آلاف فلسطيني، كانت قد تعرضت في عدوان 2014 لتدمير بنسبة 50%، فيما تتعرض اليوم لدمار شامل.

وتأتي هذه الاتهامات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلّف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل دعم أميركي غير مشروط، وتواطؤ دولي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وتهجير وتجويع وتدمير ممنهج.