شبكة قدس الإخبارية

ما هي المقرات والمنشآت التي استهدفها الاحتلال في هجومه على إيران؟

٢١٣

 

ما هي المقرات والمنشآت التي استهدفها الاحتلال في هجومه على إيران؟

طهران - قدس الإخبارية: في فجر يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا واسع النطاق على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، استهدف منشآت عسكرية ونووية ومواقع سكنية في العاصمة طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخرى، بينها نطنز، تبريز، كرمنشاه، وآراك.

الضربة غير المسبوقة أسفرت عن استشهاد عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، إلى جانب وقوع إصابات وأضرار واسعة في البنية التحتية. 

ما المواقع التي استهدفها الاحتلال؟ 

مقر القيادة العامة للقوات المسلحة "خاتم الأنبياء المركزي"

استُهدف هذا المقر الرئيسي الذي يُعد العقل العسكري المنسق للقوات المسلحة الإيرانية، ويقع في طهران. أنشئ المقر خلال الحرب العراقية الإيرانية لتنسيق العمليات بين الحرس الثوري والجيش، وهو مرتبط مباشرة بالقيادة العليا، وتتم عبره إدارة العمليات العسكرية الكبرى.

إلى جانب دوره العسكري، توسّع المقر بعد الحرب إلى مجالات إعادة الإعمار والبناء، خاصة في مشاريع البنية التحتية وقطاع النفط والغاز، وهو ما جعله عرضة للعقوبات الأميركية في عام 2010. تم رفع هذه العقوبات مؤقتًا بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015، إلا أن الهجوم الأخير يشير إلى عودة استهدافه كأولوية عسكرية.

مجمّع "شهرك شهيد محلاتي"

يقع هذا المجمع السكني شمال شرق طهران، وقد بُني على أراضٍ خُصصت عام 1985 لإسكان موظفي الحرس الثوري. يضم المجمع مرافق تعليمية وتجارية وصحية، ويُعد أحد المراكز الحيوية للعائلات المرتبطة بمؤسسات الدولة.

تعرض المجمع لقصف جوي مباشر خلال الهجوم الإسرائيلي، ما أدى إلى تدمير ثلاثة مبانٍ سكنية وسقوط عدد من الشهداء والجرحى بين المدنيين.

مقر الحرس الثوري الإيراني

تعرض "المقر المشترك للحرس" في طهران للاستهداف المباشر، وهو الجهة المنسّقة بين أفرع الحرس الأربعة: البرية، الجوية، البحرية، وفيلق القدس. أُسس بموجب المادة 24 من النظام الأساسي للحرس، ويضم وحدات متخصصة في التدريب، الاستخبارات، العمليات، الهندسة، والنشر العقائدي.

يلعب المقر دورًا مركزيًا في تنفيذ المشاريع الأمنية والعسكرية الكبرى، ويمتلك شبكة تنسيق تشمل معظم البنى التحتية الأمنية الإيرانية.

مفاعل نطنز النووي

منشأة نطنز، الواقعة بمحافظة أصفهان على بُعد 220 كم جنوب شرق طهران، تُعد القلب النابض لبرنامج تخصيب اليورانيوم في إيران.

تعرضت المنشأة لسلسلة من الهجمات منذ عام 2010، شملت هجمات إلكترونية وتفجيرات داخلية، وتُعد هدفًا دائمًا لعمليات تخريب إسرائيلية.

في الهجوم الأخير، أكدت طهران أن نطنز كان من بين الأهداف الرئيسية، حيث أُطلقت غارات جوية عليه، رغم الحماية المشددة المتمثلة في دفاعات جوية وجدران خرسانية وأجهزة مراقبة تحت الأرض.

المنشأة مصممة لاستيعاب أكثر من 50 ألف جهاز طرد مركزي، وتضم مراكز تجريبية وفوق أرضية، وكانت تخضع سابقًا لاتفاقات دولية حددت نسب التخصيب المسموح بها.

مطار تبريز

استهدف سلاح الجو الإسرائيلي مطار تبريز شمال غرب البلاد، وهو منشأة مزدوجة الاستخدام (مدني وعسكري)، ويضم القاعدة الجوية الثانية التابعة للقوات الجوية الإيرانية.

المطار يُعد نقطة استراتيجية نظرًا لقربه من تركيا وأذربيجان وأرمينيا، وقد أدى القصف إلى اشتعال حرائق واسعة وتصاعد أعمدة الدخان، بحسب وكالة "تسنيم".

مصادر إسرائيلية قالت إن سلاح الجو دمّر المطار بالكامل.

مفاعل آراك للماء الثقيل

يُعد هذا المفاعل من أهم المنشآت التي أثارت جدلًا دوليًا بشأن قدرات إيران النووية. يقع في مدينة آراك وسط البلاد، ويستخدم الماء الثقيل واليورانيوم الطبيعي في تشغيله دون الحاجة إلى تخصيب، ما يجعله قادرًا على إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صناعة الأسلحة النووية.

بدأ المشروع عام 1996، وافتتح رسميًا عام 2006، وكان هدفًا رئيسيًا للهجوم الإسرائيلي، رغم خضوعه سابقًا لاتفاقات تقييدية ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015.

منشآت عسكرية وصاروخية في كرمنشاه وبروجرد

تركّز القصف الإسرائيلي أيضًا على محافظة كرمنشاه، التي تضم أحد أكبر مخازن الصواريخ الباليستية الإيرانية، وقواعد اتصالات عسكرية حساسة.

كما استهدفت الغارات قاعدة عسكرية في مدينة بروجرد بمحافظة لرستان، وأكد التلفزيون الإيراني وقوع أضرار محدودة فيها.

أهداف إضافية: مطار الإمام الخميني ومصفاة تبريز وأحياء شمال طهران

تضمنت الضربة الجوية استهداف مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، ومحيط مصفاة تبريز شمال غربي البلاد،

إضافة إلى أحياء سكنية في شمال العاصمة، خاصة منطقة "نوبنياد"، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مباني مأهولة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، بحسب تقارير إيرانية رسمية.

وأطلق الاحتلال اسم "شعب كالأسد" على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.