طهران - قدس الإخبارية: في تطور هو الأخطر منذ عقود، انطلقت ساعة الصفر في حرب الاحتلال والولايات المتحدة ضد إيران، وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، هجومًا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، أسفر عن اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان والحرس الثوري، واستهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية في عمق البلاد، وسط تصاعد حاد في التصريحات السياسية والعسكرية بين الطرفين.
وأطلق الاحتلال اسم "شعب كالأسد" على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية باستشهاد قائد الأركان اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري غلام علي رشيد، إلى جانب نجله، في غارات شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي فجرًا على العاصمة طهران ومواقع في تبريز، والأهواز، وكرمانشاه، وسنندج، ونارمك.
وسائل إعلام إيرانية أكدت أيضًا إصابة مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، في القصف الإسرائيلي، وتم نقله إلى المستشفى في حالة حرجة.
كما استشهد عدد من علماء الطاقة النووية، أبرزهم محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، وأحمد رضا ذو الفقاري، وعبد الحميد منوچهر، وسيد أمير حسين فقهي، ومطلبي زاده، وسط إعلان رسمي بمقتل ما لا يقل عن 6 علماء نوويين حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
بينما إذاعة جيش الاحتلال نقلت بأن أكثر من 10 علماء نوويين إيرانيين جرى اغتيالهم في العملية، فيما أشارت هيئة البث العبرية إلى أن جهاز "الموساد" قاد سلسلة من العمليات السرية في عمق إيران بالتوازي مع الغارات الجوية.
وأكدت إذاعة الجيش أن الهجوم استهدف حيًا يقيم فيه كبار قادة الحرس الثوري الإيراني.
الردود الإيرانية: تهديدات بالانتقام وانهيار المفاوضات النووية
المرشد الأعلى علي خامنئي توعّد الكيان الصهيوني بـ"عقاب شديد"، وقال إن "مصيرًا مريرًا ومؤلمًا ينتظره نتيجة هذه الجريمة"، مؤكدًا أن "ذراع القوات المسلحة الإيرانية القوية لن تتركه بإذن الله". وأضاف مستشاره علي لاريجاني أن "الهجوم أثبت فشل النظام الأميركي"، متوعدًا بتحويله إلى "انتصار كبير".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن الاحتلال ارتكب جريمة بشعة بهجومه على مدينة سكنية في إيران، مؤكدة أن الرد سيكون قاسيًا ومضيئًا. كما أعلنت هيئة الطيران المدني إغلاق المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر، بالتزامن مع إعلان الحرس الثوري أن مرتكبي الجريمة "لن يعرفوا الهدوء بعد اليوم".
كما أعلن التلفزيون الإيراني إلغاء المشاركة في المفاوضات النووية غير المباشرة مع واشنطن والتي كانت مقررة في العاصمة العُمانية الأحد المقبل.
رد عسكري إيراني بدأ... والطائرات المسيّرة تعبر الأجواء السورية
وأعلن الجيش الإيراني أنه على أهبة الاستعداد للرد وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن "الكيان الصهيوني الإرهابي تجاوز كل الخطوط الحمر"، مطلقًا أكثر من 100 مسيرة باتجاه فلسطين المحتلة في أول رد على الاعدوان الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستدفعان الثمن.
تأهب إسرائيلي: استدعاء الاحتياط وإغلاق المجال الجوي
في الأراضي المحتلة، أعلن جيش الاحتلال بدء استدعاء جنود الاحتياط، وفرض حالة طوارئ خاصة على الجبهة الداخلية. وتم إطلاق اسم "شعب كالأسد" على العملية العسكرية، وسط توقعات من مصادر أمنية إسرائيلية باستمرار العملية لعدة أيام أو حتى أسابيع.
وأغلق الاحتلال المجال الجوي بالكامل، كما تم فرض تعليمات جديدة على الجبهة الداخلية تشمل وقف التعليم ومنع التجمعات. وطُلب من الإسرائيليين في الخارج عدم ارتداء رموز دينية أو وطنية خشية استهدافهم.
من جانبها، أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن كانت على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية، لكنها ليست طرفًا فيها، وأن هدفها الأعلى هو الحفاظ على سلامة القوات الأميركية في المنطقة، وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن العملية إسرائيلية بحتة، في حين طالب ترامب بمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية، معربًا عن أمله في العودة إلى المفاوضات.