شبكة قدس الإخبارية

هيئة أمنية بحرية بريطانية تحذّر السفن التجارية من خطر متزايد في الشرق الأوسط 

٢١٣

 

هيئة أمنية بحرية بريطانية تحذّر السفن التجارية من خطر متزايد في الشرق الأوسط 

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: أصدرت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO)، وهي جهة أمنية بحرية بريطانية تقدم إنذارات ومعلومات للسفن التجارية في الشرق الأوسط، تحذيرًا استثنائيًا اليوم الأربعاء، على خلفية ما وصفته بـ"التوتر المتصاعد في المنطقة". وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوتر قد يؤدي إلى تصعيد في النشاطات العسكرية، بما في ذلك تأثير مباشر على البحارة في الخليج العربي والمناطق المحيطة.

وفي وقت لاحق من مساء اليوم، أفادت وكالة "رويترز" أن السفارة الأميركية في العراق تستعد لعملية إخلاء بسبب "مخاطر أمنية متزايدة في المنطقة".

وفي إطار التحذير البريطاني، دعت الوكالة السفن إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند الإبحار في الخليج العربي، وخليج عُمان، ومضيق هرمز. ورغم أن الوكالة لم توضح في بيانها الأسباب المباشرة وراء هذا التحذير، إلا أنه يأتي على خلفية تصاعد التهديدات الإسرائيلية والأميركية باستهداف منشآت إيران النووية.

حتى اللحظة، لا يزال موعد الجولة السادسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران غير محدد، إلا أن واشنطن حذرت من أنها ستلجأ إلى المسار العسكري إذا فشلت المحادثات. وقد نُشر اليوم حوار جديد مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيه لبرنامج بودكاست تابع لصحيفة "نيويورك بوست" إنه "أصبح أقل ثقة بكثير" بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. وأضاف: "لا أعلم... كنت أظن ذلك، لكنني أصبح أقل وأقل قناعة بذلك".

ورغم لهجته المتشائمة، أعرب ترامب عن أمله في حدوث تغيير في الموقف الإيراني يجنّب الطرفين التصعيد العسكري. وقال: "سيكون من الجيد أن ننجز هذا الاتفاق من دون قتال أو إراقة دماء، سيكون ذلك أفضل بكثير، لكن لا أظن أنني أرى منهم الحماسة ذاتها لإنجاز صفقة. أعتقد أنهم يرتكبون خطأ، لكن سنرى، الوقت سيكشف ذلك".

وتعد هذه التصريحات تصعيدًا واضحًا في نبرة ترامب مقارنة بتفاؤله الذي أبداه خلال الأسابيع الماضية. ففي الليلة الماضية فقط، قال إنه "أصيب بخيبة أمل" من تغيّر الموقف الإيراني، متهمًا طهران بأنها أصبحت "أكثر عدوانية" في المحادثات.

في خلفية هذه التصريحات المتشائمة، يقف الضغط المتزايد من حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف المفاوضات، خاصة بعد المكالمة الهاتفية التي جمعت ترامب برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث حاول الأخير إقناعه بأن إيران تخدعه وتسعى فقط إلى كسب الوقت عبر المفاوضات. ورغم ذلك، كشف أن ترامب لا يزال يعارض أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وأفاد تقرير أنه قال لنتنياهو صراحة إنه لا يمنح "ضوءًا أخضر" لمثل هذه الضربة.

يُذكر أنه منذ نيسان/أبريل الماضي، جرت خمس جولات من التفاوض بين واشنطن وطهران، لكن نقطة الخلاف الأساسية التي يبدو أنها أدّت إلى طريق مسدود هي مسألة استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم. إذ تصر الولايات المتحدة على أن يؤدي أي اتفاق إلى تفكيك كامل لهذه القدرة، حتى عند التخصيب بمستويات منخفضة لا تصل إلى الدرجة المطلوبة لصناعة سلاح نووي، بينما تؤكد طهران مرارًا أن التنازل عن حقها في التخصيب على أراضيها يُعدّ خطًا أحمر.

من جهة أخرى، صدرت اليوم تهديدات مباشرة من طهران. إذ قال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إنه في حال فشل المفاوضات وفرض صراع على إيران، فإن بلاده ستستهدف القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

وأضاف: "خسائرهم ستكون أكبر من خسائرنا"، مشددًا على أن "أي مواجهة ستجبر الولايات المتحدة على مغادرة المنطقة، لأن جميع قواعدها ستكون ضمن مدى نيراننا". وأكد نصير زاده أيضًا أن إيران أجرت مؤخرًا تجربة على صاروخ يحمل رأسًا حربيا يُقدّر وزنه بطنين.