شبكة قدس الإخبارية

هل تحولت "إسرائيل" إلى "دولة" منبوذة؟

٢١٣

 

بريطانيا-اسرائيل-e1694549504998

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: بعد دعمها الكامل خلال حربها الدامية على قطاع غزة؛ باتت "إسرائيل" فعليًا تواجه حالة غير مسبوقة من العزلة السياسية في الرأي العام العالمي، وتآكل الدعم حتى من أقرب حلفائها.

احدثت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تحوّلا عميقا في الرأي العام العالمي، خاصة في الغرب؛ فجامعات، ونقابات، صحف كبرى، وفنانون وأكاديميون باتوا يصفون ما تقوم به "إسرائيل" بأنه تطهير عرقي أو إبادة جماعية.
وتشير استطلاعات رأي في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى تراجع كبير في تأييد الاحتلال خصوصًا بين الشباب.

وخلال الشهر الماضي؛ أصدرت كل من إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفانيا، بيانا دعت فيه إلى منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مؤكدين أن هذا الاعتراف يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

وهذه الخطوات تعكس تحوّلًا ملحوظًا في المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، وتُعتبر مؤشرًا على تزايد الدعم الدولي لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

كما طالبت عشرات البرلمانات الأوروبية بوقف تصدير السلاح لجيش الاحتلال. كما تراجع التأييد الإعلامي لـ"إسرائيل" في بعض الصحف العالمية التي بدأت بنشر تقارير تنتقد وبشكل مباشر سياسات الاحتلال الإسرائيلي واستخدمت مصطلحات مثل الإبادة وجريمة حرب. 

ومؤخرا، ندّد جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، والمبعوث الشخصي الحالي للرئيس إيمانويل ماكرون إلى لبنان، بالوضع في قطاع غزة والسياسة التي تتبعها دولة الاحتلال هناك. 

وقال في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”: “لقد تجاوزنا حدود ما لا يُقبل. استخدام السلاح الإنساني، وسلاح التجويع كأداة للعمل العسكري أمر مأساوي للغاية فحاليا، لا يسمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا بدخول كمية محدودة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد حصار استمر شهرين".

واعتبر لودريان أن "نتنياهو، من خلال سياساته، يجعل إسرائيل على شفا الهاوية. وهذا معاكس تماما للمبادئ التي قامت عليها إسرائيل، لأنها كانت تمثل الديمقراطية، واحترام القانون، والقيم الإنسانية”، وفق زعم لودريان.

وأوضح، أن "إسرائيل تعيش اليوم انهياراً أخلاقياً، وهي في طريقها، بسبب سياسات نتنياهو، لأن تصبح دولة منبوذة على الساحة الدولية، وهذه وضعية مأساوية للغاية".

كما تابع، "عندما ننتقد سياسة حكومة نتنياهو، نتهم فورا بمعاداة السامية. هذا أمر غير مقبول أبدا، وهذا الخلط مدان بشدة. عندما يتدخل رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) مطالباً بوصول المساعدات الإنسانية (إلى غزة)، يتم اتهامه بأنه متواطئ مع حماس. هذا لم يعد مقبولا".

وأشار  وزير الخارجية الفرنسي الأسبق إلى أنه "لا يرى اليوم مخرجا آخر سوى أن يضع المستوطنون وجمهور الاحتلال حداً لهذا الانحراف الخطير الذي سيقود إسرائيل خلال السنوات القادمة إلى وضع مأساوي".

وعند سؤاله عن ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة، قال جان إيف لو دريان إنه يفضل عدم استخدام هذا المصطلح، معتبرا أن له "دلالة قانونية وتاريخية"، مضيفا "نحن نسير نحو تطهير عرقي".