قطاع غزة - شبكة قدس: ارتفع عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إلى 30 شهيداً، وفق ما أفادت به مصادر محلية صباح اليوم، مشيرةً إلى أن الاحتلال استهدف تجمعا لفلسطينيين حاولوا الحصول على مساعدات إنسانية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن “الاحتلال ارتكب مجزرة مروّعة بحق المدنيين الجوعى، الذين احتشدوا عند ما يُسمى بنقاط توزيع المساعدات الإنسانية، التي تشرف عليها شركة أمريكية–إسرائيلية وتُؤمنها قوات الاحتلال داخل ما يُعرف بالمناطق العازلة في رفح”. وأضاف أن هذه النقاط تحولت إلى “مصائد موت جماعي” بدل أن تكون مواقع إغاثة، واصفاً المشهد بأنه “دموي يعكس الطبيعة الحقيقية لهذا المشروع”.
وحمّل المكتب الإعلامي حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية “المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة” عن هذه المجازر، مؤكداً أن ما يحدث هو “استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب” تهدف إلى ابتزاز المدنيين الجوعى وتجميعهم قسرياً في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من جيش الاحتلال وتُغطى سياسياً وماليًا من الولايات المتحدة”.
وأكّد البيان أن التجربة الميدانية والتقارير المحلية والدولية أثبتت “فشل وخطورة مشروع المساعدات عبر المناطق العازلة”، الذي اعتبره “غطاءً عسكرياً لسياسات الاحتلال”، يُستخدم لتجميل جرائم الحرب تحت لافتة “الاستجابة الإنسانية”، بينما تواصل سلطات الاحتلال إغلاق المعابر الرسمية ومنع دخول المساعدات من الجهات الدولية المحايدة.
ووصف المكتب الإعلامي الجريمة الجديدة بأنها “دليل إضافي على المضي في خطة إبادة جماعية ممنهجة”، ترتكز على تجويع السكان أولاً، ثم قتلهم عند نقاط توزيع الغذاء، مؤكداً أنها تُعدّ “جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي”، وتحديدًا المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
وهذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها جيش الاحتلال مجزرة بحق الفلسطينيين المتوجهين للحصول على مساعدات إنسانية، ففي يوم الأربعاء الماضي ارتكب مجزرة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعدما فتحت نيران رشاشته بشكل مباشر على حشود من الفلسطينيين الجوعى الذين تجمّعوا بشكل سلمي عند مراكز توزيع المساعدات، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 62 آخرين بجراح متفاوتة.
وهذه المجازر قرب نقاط توزيع المساعدات، تأتي ضمن نمط ممنهج من استخدام المساعدات كأداة حرب، عبر مشروع مشبوه تُديره مؤسسة تُعرف باسم “غزة للإغاثة الإنسانية” (GHF)، التي تعمل – بحسب البيان – بإشراف مباشر من جيش الاحتلال، وتفتقر إلى الحد الأدنى من مبادئ العمل الإنساني، كالنزاهة والحياد والاستقلال. وأكد المكتب أن مراكز التوزيع التي يُفترض أن تُخفف من معاناة السكان، تحوّلت فعلياً إلى **“غيتوهات عزل” تُعيد إنتاج سياسات عنصرية هدفها التجويع والإذلال، بل والقتل عند أبواب الخبز”.