شبكة قدس الإخبارية

تحقيق عبري: الاحتلال قتل 20 أسيرًا إسرائيليًا في غزة

٢١٣

 

تحقيق عبري: الاحتلال قتل 20 أسيرًا إسرائيليًا في غزة

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أن العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تسببت بمقتل ما لا يقل عن 20 أسيرًا لدى المقاومة الفلسطينية، وعرّضت حياة 54 آخرين للخطر المباشر، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكد التحقيق أن المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع الأسرى غالبًا ما تكون لحظية ومحدودة، وتتغير بسرعة مع تغيّر أماكن الاحتجاز، ما يترك الجيش "أعمى"، وفق تعبير أحد المصادر، مشيرًا إلى أنه في عدد من الحالات تم إلغاء أو تأجيل الغارات في اللحظات الأخيرة بعد ورود معلومات جديدة.

وبحسب التحقيق، فإن جيش الاحتلال نفّذ مئات الغارات الجوية في مناطق يُحتمل وجود أسرى فيها، دون امتلاك معلومات مؤكدة عن مواقعهم، ما أدى في بعض الحالات إلى مقتل الأسرى تحت الأنقاض أو خلال محاولات فرارهم.

من بين هذه الحوادث، ما وقع في 7 أبريل/نيسان 2025 حين استهدفت غارة إسرائيلية مبنى فوق نفق احتُجز فيه الأسيران عيدان ألكسندر ومتان زانغوكر. ورغم نجاتهما بعد انهيار جزئي للنفق، فإن الواقعة كشفت ضعف التنسيق الاستخباراتي، وفشلًا في رصد أماكن وجود الأسرى.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: "عندما لا تكون هناك معلومات عن وجود أسرى، تُنفّذ الغارة"، مضيفًا: "كلما زاد عدد الضربات، زاد خطر إصابتهم".

وأظهر التحقيق أن العديد من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم لاحقًا أعربوا عن خشيتهم من الغارات الإسرائيلية أكثر من ظروف الأسر.

وروت الأسيرة المحررة نوعاما ليفي أنها كانت تصلي في كل مرة تسمع فيها صفير الصواريخ، وتحدثت عن لحظة نجت فيها بعد انهيار منزل كانت محتجزة فيه.

وفي حادثة أخرى، قُتل ثلاثة أسرى – ألون شامريز، وسامر طلالقة، ويؤاف حاييم – بعد خروجهم رافعين رايات بيضاء، ظنًا منهم أنهم سيُنقذون، لكن وحدة "غولاني" أطلقت النار عليهم لعدم إبلاغ الجنود بوجود أسرى في المنطقة.

وفي فبراير/شباط الماضي، استُهدف نفق في خان يونس كان يحتجز فيه عدد من الأسرى، ما أدى إلى مقتل ستة منهم اختناقًا بسبب الغازات الناجمة عن القصف، من بينهم ياغيف بوخشتاب ويورام متسغر.

عائلات الأسرى عبّرت عن غضبها مما وصفته بـ"الإهمال المتواصل". وقالت عيناف زانغوكر، والدة أحد الأسرى، إن "الحكومة تركت أبناءنا يواجهون مصيرهم، وتواصل قصف أماكن يُحتمل وجودهم فيها لتحقيق أهداف سياسية"، مضيفة أن الأسرى محتجزون منذ 600 يوم بلا خطة واضحة لإنقاذهم.

وقالت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير القتيل إيتاي سفيرسكي، إن ضباطًا عسكريين اعترفوا لاحقًا بأنهم لم يعلموا بوجود أسرى في المبنى المستهدف، وأن الإجراءات المتبعة لم تكن كافية لتجنّب الكارثة.

ورغم تصريحات المتحدث باسم الجيش بأن "الجهود تُبذل لتقليل المخاطر على الأسرى"، إلا أن مصادر عسكرية أفادت للصحيفة بأن هذه الجهود ليست شاملة، في ظل انشغال الجيش بإدارة عملية واسعة النطاق تستنزف موارده.

عائلات الأسرى جددت مطالبتها بوقف العمليات العسكرية، أو تعديل خططها بما يضمن سلامة أبنائهم، معتبرين أن استمرار الحرب بهذا الشكل "يُضحّي بالأسرى من أجل استقرار الحكومة والائتلاف السياسي الحاكم".

#الاحتلال #قطاع غزة #طوفان الأقصى #الأسرى الإسرائيليينن