غزة - شبكة قدس الإخبارية: واصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، تصعيده الدموي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، مخلفًا عشرات الشهداء والمصابين، في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، واستهدافات مباشرة لنازحين ومراكز توزيع المساعدات، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية متفاقمة.
في شمال قطاع غزة، استشهد 13 فلسطينيًا، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وأصيب عدد آخر، إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة عزام وروضة أطفال في شارع غزة القديم ومحيط ميدان الحلبي في جباليا البلد، وعملت طواقم الدفاع المدني على انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، بينما استمرت أعمال البحث عن مفقودين.
وفي بيت لاهيا، فجّر جيش الاحتلال "روبوتًا" مفخخًا في المناطق الغربية للمدينة، كما عُثر على أكثر من 15 جثة لفلسطينيين بينهم أطفال، وُجدوا ملقين في الشارع الممتد من الدوار الغربي باتجاه منطقة أصلان، بعد أن أُعدموا ميدانيًا وفق ما أفادت به مصادر محلية، وسط مناشدات للصليب الأحمر للتدخل لانتشال الجثامين.
وسط القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة القريناوي في مخيم البريج بصاروخين، ما أدى إلى وقوع إصابات، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق شرقي المخيم.
كما شن الطيران الحربي غارات على مناطق متفرقة، بينها أبراج القلعة في قيزان أبو رشوان، وتسبب قصف آخر بخيام نازحين في منطقة البركة بمدينة دير البلح باستشهاد الطفل أحمد عواد صرصور (13 عامًا) وإصابة آخرين.
كما استشهد فلسطيني وأصيب عدد من النازحين في منطقة السلقاوي بدير البلح جراء استهداف خيمة لعائلة نازحة.
في حي التفاح شرق مدينة غزة، أفادت فرق الخدمات الطبية بانتشال شهيد جراء قصف منزل لعائلة أبو الكاس قرب مفترق السنافور، مشيرة إلى أن نحو 20 شخصًا لا يزالون تحت الأنقاض.
كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف متكررة لمنازل في المناطق الشرقية لمدينة غزة، ما تسبب في تدمير واسع وخسائر فادحة.
جنوبًا، استشهد فلسطيني وأُصيب ثلاثة آخرون برصاص قوات الاحتلال في محيط مركز الشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات في رفح، في حين أُصيب فلسطيني آخر على دوار العلم.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، في قيزان أبو رشوان جنوب خانيونس. وفي قيزان النجار، قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق مأهولة، فيما شن الطيران غارات على أبراج سكنية في المنطقة نفسها.
واستشهد الشاب أحمد شفيق الفرا ووالدته وشقيقته جراء قصف استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي بخانيونس، وهو ثالث شهيد في العائلة بعد استشهاد شقيقيه بلال ومحمود خلال الأسابيع الماضية.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 9 فلسطينيين استشهدوا وأكثر من 60 أُصيبوا خلال 48 ساعة بنيران الاحتلال الإسرائيلي قرب مراكز توزيع المساعدات التابعة للشركة الأميركية في رفح، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال استخدام المعابر والنقاط الإنسانية كساحات إطلاق نار وقصف مباشر، ما يعمق من حجم الكارثة الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الأمم المتحدة رفضها القاطع للخطة الإسرائيلية الخاصة بتوزيع المساعدات في قطاع غزة، واعتبرت أنها تفاقم النزوح، وتعرض آلاف الفلسطينيين للأذى، وتختزل المساعدات في مناطق محددة، وتربطها بأهداف سياسية وعسكرية، وتحوّل التجويع إلى أداة ابتزاز ومساومة، في ظل استمرار جرائم الاحتلال وتوسيع عدوانه على مختلف مناطق القطاع.
من جهة أخرى، أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن عدد الصحفيين الشهداء ارتفع في قطاع غزة إلى 221 شهيدا عقب استشهاد الصحفي معتز محمد رجب مساء الأربعاء.
وأدانت نقابة الصحفيين في بيان لها جريمة اغتيال الصحفي معتز رجب الذي استشهد أثناء تأديته تغطية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، حيث استهدفت طائرات الاحتلال مركبة مدنية في شارع النفق بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده على الفور.
ويأتي ذلك في حين يواصل الاحتلال حربه بعد أن انقضت 600 يوم منذ بدئه حرب الإبادة على غزة وإغلاقه المعابر ومنعه إدخال المساعدات في ظل شبح المجاعة الذي أودى بحياة عدد من أطفال القطاع.
ويرتكب الاحتلال، بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.