ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير نُشر مؤخرًا، عن تفاقم الأزمة النفسية في المجتمع الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرة إلى أن أكثر من نصف مليون مستوطن توجهوا لطلب علاج نفسي خلال هذه الفترة.
ووفقًا للتقرير، فإن 66 ألف جندي إسرائيلي وأفراد من عائلاتهم تلقوا دعمًا نفسيًا، معظمهم بسبب أعراض الاكتئاب واضطراب العلاقات الاجتماعية الناتجة عن الصدمة التي خلفتها الحرب.
وأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال أنشأ عيادات خاصة لاستقبال هؤلاء الجنود، في ظل ازدياد الحالات التي تعجز عن العودة إلى الخدمة الميدانية.
في سياق متصل نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أحد جنود الاحتياط: جندي زميل لي أصيب بجراح خطيرة في حرب لبنان الأخيرة، وبعد أن تعالج قرر الانتحار في حديقة منزله الخلفية بإطلاق النار على نفسه
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت أيضًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلًا عن مكتب إعادة الإدماج في وزارة الأمن الإسرائيلية، أن نحو 43% من جرحى الجيش الإسرائيلي الذين خضعوا لإعادة تأهيل، يعانون من الإجهاد اللاحق للصدمة، بواقع 5200 جندي من أصل 12 ألفًا. كما توقعت الوزارة أن يصل عدد المحتاجين للعلاج النفسي إلى نحو 100 ألف شخص بحلول عام 2030، نصفهم على الأقل سيعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
وتشير تقديرات عسكرية داخلية، بحسب الصحيفة، إلى أن نحو 15% من الجنود النظاميين الذين خرجوا من قطاع غزة وتلقوا علاجًا نفسيًا، لم يتمكنوا من العودة إلى الخدمة القتالية بسبب حدة الأعراض النفسية التي يعانون منها.
وتضيف الصحيفة أن نسبة كبيرة من المعاقين المعترف بهم في إسرائيل هم من الذين يعانون من الصدمة النفسية، وهو ما يشير إلى تأثيرات عميقة للحرب تتجاوز الإصابات الجسدية لتشمل انهيارات داخل الجبهة الداخلية للجنود والمجتمع الإسرائيلي عمومًا.
وسبق لصحيفة جيروزاليم بوست أن سلّطت الضوء على الاضطرابات النفسية المتزايدة في صفوف الجنود العائدين من غزة، مؤكدة تسجيل مزيد من حالات الانتحار ومضاعفات ما بعد الصدمة، وأن كثيرًا من الجنود "الناجين" يخشون العودة إلى جبهات القتال مجددًا.