ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن تهديدات مسؤولين في حكومة الاحتلال بـ"إزالة غزة بالكامل عن الوجود"، إن لم تتم صفقة لإطلاق الأسرى، وتجميع الفلسطينيين في منطقة واحدة أو دفعهم إلى الهجرة القسرية، تقترب من التعريف القانوني للإبادة الجماعية، كما عبّر عن ذلك مسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
ونقلت عن وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، قوله إن "تحرير الأسرى ليس هو الشيء الأهم"، وإن الفلسطينيين سيصلون إلى قناعة بعدم وجود أي أمل.
ولفتت إلى أن محكمة العدل الدولية كانت قد حذرت في كانون الثاني/يناير من "خطر معقول بوقوع إبادة جماعية"، وأن منظمات مثل العفو الدولية ولجان تابعة للأمم المتحدة وخبراء قانونيين – بعضهم من داخل كيان الاحتلال نفسه – أكدوا أن ما يجري هو إبادة بالفعل.
واعتبرت الصحيفة أن الحديث العلني عن تدمير غزة بالكامل، وحرمان سكانها من مقومات الحياة، ومحاولة إفراغها من سكانها، ليس فقط عملاً وحشيًا، بل مخططًا متعمّدًا للإبادة. ونقلت أن مصر والأردن رفضتا استقبال لاجئين من غزة حتى لا تكونا شريكتين في جريمة حرب.
وشددت الصحيفة على أن "الأدلة القانونية باتت دامغة"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة سبق أن أعلنت وقوع إبادة جماعية في عدة دول، من دون انتظار قرار قضائي. وأضافت أن القانون الدولي يلزم الموقعين عليه، وبينهم واشنطن ولندن، بمنع هذه الجرائم، لا مجرد معاقبة مرتكبيها بعد وقوعها.
وأشارت إلى إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يمتلك القدرة على فرض وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإن إحجامه عن استخدام هذا النفوذ يعني عمليًا المصادقة على ما يبدو أنه "خطة تدمير شامل" ينفذها الاحتلال.
وأكدت الصحيفة، في افتتاحيتها الصادرة الأحد 12 أيار/مايو 2025، أن ترامب، الذي يستعد لجولة في الشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع، يستطيع تحقيق "مكسب حقيقي في السياسة الخارجية" وإنقاذ أرواح آلاف المدنيين، إذا طالب الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى.
وأضافت: "قد يفضل ترامب تجنب هذا الملف، لكنه الزعيم الوحيد القادر على الضغط على بنيامين نتنياهو لوقف هذه الحرب".
وذكّرت الغارديان بأن هجمات الاحتلال أسفرت عن استشهاد أكثر من 52 ألف فلسطيني في غزة، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. كما دُمرت البنى التحتية الحيوية من مستشفيات ومدارس ومخابز، فيما بقي دخول المساعدات معطلاً لأكثر من شهرين، والقطاع يواجه خطر المجاعة.
واختتمت الغارديان افتتاحيتها بالقول: "الاحتلال يُمنَح الحصانة الدولية بسبب تحالفه مع الغرب، وبدعم سياسي وعسكري أميركي واسع. لكنه يخطط الآن لغزة من دون فلسطينيين – وماذا يمكن أن يُسمى ذلك إن لم يكن إبادة جماعية؟ إذا لم يكن الوقت الآن هو لحظة التحرك الأميركي، فمتى يكون؟".