ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إن مرور مئة يوم على عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كشف الكثير من ملامح سياسته تجاه "إسرائيل" والقضية الفلسطينية، حيث تراوحت مواقفه بين الدعم السياسي غير المسبوق والأهواء الاقتصادية التي أضرت بحلفائه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب نجح خلال هذه الفترة في إتمام صفقة تبادل أسرى تضمنت الإفراج عن 25 أسيرًا إسرائيليًا وخمسة أسرى تايلانديين، إلى جانب استعادة جثامين ثمانية قتلى، وذلك حتى قبل عودته الرسمية إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، لم يتمكن من منع انهيار وقف إطلاق النار، وكانت تهديداته لحركة حماس بلا أثر فعلي.
وأضافت الصحيفة أن الأيام كشفت مزيداً من الغموض بشأن ترامب، معتبرة أن "إسرائيل" تجد نفسها تمشي بين القطرات، بين دعم أمريكي غير مشروط من جهة، وسياسات اقتصادية قد تلحق بها الضرر من جهة أخرى، في ظل غياب رؤية أمريكية متماسكة.
واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن ترامب يمثل "رئيس أحلام إسرائيل" في كثير من النواحي، لكنه في الوقت ذاته شخصية يصعب التنبؤ بتصرفاتها، وهو ما يثير قلق "تل أبيب" من احتمالية انقلاب مواقفه فجأة.
وفي السياق ذاته، كشفت الصحيفة أن ترامب، في ذروة الحرب، فاجأ الجميع بفرض رسوم جمركية على "إسرائيل"، وعاد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو خالي الوفاض من اجتماع متسرع في البيت الأبيض، حيث تلقى ملاحظة أمريكية لاذعة مفادها أن "إسرائيل تحصل بالفعل على مساعدات سنوية غير مسبوقة، وعليها أن تشكر بدلاً من طلب مزيد من التسهيلات الاقتصادية".
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب أوضح من خلال هذه السياسات أن مصالح أمريكا الاقتصادية تأتي في المقام الأول، حتى على حساب حلفائها.
وبالانتقال إلى ملف الحراك الطلابي الداعم لفلسطين في الولايات المتحدة، أشارت الصحيفة إلى أن تركيز ترامب على قمع التظاهرات في الجامعات لم يكن أمراً عشوائياً، موضحة أن هذه المؤسسات تمثل النخبة الليبرالية والامتياز الاجتماعي الذي يسعى ترامب إلى معارضته. وأضافت أن ساحات الجامعات أصبحت ميدان مواجهة سياسي لا يقل أهمية عن معارك الكونغرس.
كما وصفت الصحيفة العلاقة بين ترامب ونتنياهو بأنها "علاقة تبعية"، معتبرة أن ترامب "السيد"، ونتنياهو "المنفذ"، واستشهدت بموقف ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض عندما أعلن نيته بدء محادثات مع إيران، دون أن يمنح نتنياهو أي مكاسب رمزية كخفض التعريفات الجمركية.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو بدا في موقف يشبه "زيلينسكي الصغير"، حيث لم يبدِ اعتراضاً على سياسات ترامب، بل أومأ برأسه موافقاً ومبتسماً، ربما خوفاً من تكرار مصير الرئيس الأوكراني.
وفيما يتعلق بالتحركات الاستيطانية، كشفت الصحيفة أن قادة المستوطنين الإسرائيليين لا يعملون فقط مع إدارة ترامب لدفع خطة ضم الضفة الغربية، بل نسقوا أيضاً مع جهات عربية. وأشارت إلى زيارة رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات إلى الإمارات قبل عدة أسابيع ولقائه مسؤولين محليين، وهي خطوة كانت تبدو خيالية قبل فترة قصيرة.