شبكة قدس الإخبارية

داعم مطلق للاحتلال ويصف نفسه بالقائد المسيحي.. من هو سفير الولايات المتحدة الجديد لدى الاحتلال؟ 

٢١٣

 

photo_2025-04-10_22-21-37

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: صادق مجلس الشيوخ الأمريكي مساء أمس الأربعاء على تعيين مايك هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى الاحتلال. هاكبي، البالغ من العمر 69 عامًا، هو حاكم سابق لولاية أركنساس، ويُعرف بدعمه القوي للاحتلال وتأييده لضم الضفة الغربية وارتباطه بالتيار الإنجيلي في الحزب الجمهوري. وقد تمت المصادقة على تعيينه بأغلبية 53 صوتًا مقابل 46 عضوًا في مجلس الشيوخ عارضوا التعيين.

هاكابي، الذي سبق أن أعرب عن دعمه لفرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية، قال أكثر من مرة إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون ملتزمة تجاه إسرائيل أكثر من التزامها تجاه جزيرة مانهاتن". وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال بعد الإعلان عن تعيينه، قال: "كنت أزور الضفة الغربية بشكل دوري، وسأعتبر كل ما يمكنني فعله لدعم ذلك شرفًا لي". وبخصوص احتمال الاستيطان في قطاع غزة، قال: "لا أريد أن أدلي بتصريحات سياسية، أنا فقط سأطبق السياسة".

هاكابي شخصية بارزة في الحزب الجمهوري، وقد حاول الترشح مرتين لقيادة الحزب كمرشح لرئاسة الولايات المتحدة، إحداهما في عام 2015 ضد دونالد ترامب، الذي اختاره لاحقًا لتولي منصب السفير. ابنته، سارة، خدمت كمتحدثة باسم البيت الأبيض خلال ولاية ترامب، وتشغل حاليًا منصب حاكمة ولاية أركنساس، مثل والدها، وتُعتبر هي الأخرى من الداعمين للاحتلال. 

خلال فترة إدارة أوباما، عبّر هاكابي عن معارضته الشديدة لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران. ففي عام 2015، تحدث الحاكم السابق عن الموضوع قائلاً إن الاتفاق يُعرّض سلامة إسرائيل للخطر. وقال: "قرأت التفاصيل، وقد منحناهم كل شيء"، وأضاف: "من السذاجة أن يثق أوباما بالإيرانيين. إنه يأخذ الإسرائيليين ويقودهم نحو الأفران. يجب على الكونغرس رفض هذه الصفقة".

وبعد التعيين، تحدث وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر مع هاكابي، وقال له إنه على يقين بأن كونه وطنيًا أمريكيًا وصديقًا مخلصًا لـ"إسرائيل"، فإنه سيساهم بشكل فريد وملموس في تعزيز التحالف القوي بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.

 

من هو مايك هاكابي؟

وُلِد هاكابي عام 1955 في بلدة هوب بولاية أركنساس، وهي نفس البلدة التي وُلِد فيها من قبله رئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون. كان والده رجل إطفاء وميكانيكي، وكانت والدته موظفة استقبال. في سن الرابعة عشرة، عمل كمذيع أخبار ونشرة جوية في محطة إذاعية محلية، وكان رئيس مجلس الطلاب في المدرسة الثانوية في هوب.

تخرج بامتياز من جامعة محلية تابعة للكنيسة المعمدانية الجنوبية، ثم واصل دراسته في معهد لاهوتي معمداني في ولاية تكساس. بعد إنهاء دراسته، عمل مساعدًا لقَسٍّ تلفزيوني إنجيلي، ثم شغل منصب قس في عدد من الكنائس المعمدانية الجنوبية في أركنساس. بين عامي 1989 و1991، كان رئيسًا للمنظمة الجامعة للطوائف المعمدانية الجنوبية في أركنساس. وخلال تلك الفترة، كان أيضًا رئيسًا لمحطة تلفزيونية ذات طابع ديني.

 

هاكابي وعالم السياسة 

دخل هاكابي عالم السياسة في عام 1992 كجمهوري في ولاية كانت المؤسسة السياسية فيها تقليديًا تحت سيطرة الحزب الديمقراطي. ترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي ممثلًا عن ولاية أركنساس لكنه خسر السباق. في نفس العام، تم انتخاب حاكم أركنساس، بيل كلينتون، رئيسًا للولايات المتحدة، مما أدى إلى تولي نائبه جيم غاي تاكر منصب الحاكم. في يوليو 1993، ترشح هاكابي لمنصب نائب الحاكم الذي أصبح شاغرًا، وفاز بالمنصب. وأُعيد انتخابه مرة أخرى في العام التالي لولاية كاملة.

في عام 1996، استقال الحاكم تاكر من منصبه بسبب تورطه في فضيحة "وايت ووتر"، فتولى هاكابي منصب الحاكم مكانه. تم انتخابه رسميًا كحاكم في انتخابات عام 1998، وأُعيد انتخابه في عام 2002. اختارته مجلة "تايم" كأحد أفضل خمسة حكام ولايات في عام 2005، وشغل منصب رئيس رابطة حكام الولايات المتحدة للفترة 2005–2006.

مع نهاية ولايته في بداية عام 2007، أعلن عن نيته الترشح لتمثيل الحزب الجمهوري في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة. خلال معظم ذلك العام، كان يُعتبر من المرشحين الثانويين، حيث حظي بنسب تأييد منخفضة وتنظيم محدود وتمويل متواضع. إلا أن أداءه القوي في المناظرات العلنية، إلى جانب استياء الناخبين من المرشحين الآخرين، ساعده في تحقيق قفزة في استطلاعات الرأي. في ديسمبر 2007، تصدر استطلاعات الرأي في ولاية أيوا، وحل في المرتبة الثانية في الاستطلاعات الوطنية.

ركز هاكابي على خلفيته الدينية، حيث يحمل شهادة في اللاهوت وكان قسيسًا، ويصف نفسه بأنه "قائد مسيحي". كما أنه معروف بإنكاره للعلم ونظرية التطور، على أمل أن يكسب دعم القاعدة الدينية المحافظة التي تشكل شريحة كبيرة من الناخبين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. انسحب من السباق بعد أن حصل منافسه جون ماكين على عدد كافٍ من المندوبين.

بعد انسحابه من السباق، بدأ العمل كمحلل سياسي في شبكة "فوكس نيوز"، ومنذ سبتمبر 2008، بدأ بتقديم برنامج أسبوعي يحمل اسمه، يستضيف فيه ضيوفًا ومحللين بمشاركة جمهور مباشر. في 12 نوفمبر 2024، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه سيعين هاكابي سفيرًا للولايات المتحدة لدى الاحتلال. وفي 9 أبريل 2025، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيينه بأغلبية 53 صوتًا مقابل 46 معارضًا.