شبكة قدس الإخبارية

كاتب أمريكي: تحالف ترامب ونتنياهو يقود إلى نهاية أمريكا و"إسرائيل" كما نعرفهما

٢١٣

 

كاتب أمريكي: تحالف ترامب ونتنياهو يقود إلى نهاية أمريكا و"إسرائيل" كما نعرفهما

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قال الصحفي والكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقالٍ نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بتاريخ 8 أبريل، إن اللقاء الودي بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يُشعره بالفخر، بل بالغضب والاكتئاب، مشيرًا إلى أن كليهما يسعى لتقويض الديمقراطية وتحويل بلاده إلى دولة سلطوية عنصرية.

وأضاف فريدمان أن ترامب ونتنياهو يسيران ببلديهما في مسار موازٍ نحو "تفكيك أسس الديمقراطية"، من خلال تقويض حكم القانون، وتهميش المعارضين السياسيين، وتعبئة الحكومات بأشخاص غير أكفاء هدفهم الولاء الشخصي لا سيادة القانون. واعتبر أن كلًا منهما يسعى لخلق نسخة "ما بعدية" من بلاده، حيث لم تعد الولايات المتحدة ولا "إسرائيل" ملتزمتين بهويتهما الديمقراطية السابقة.

وأشار إلى أن نتنياهو وترامب يتشاركان نزعة قومية متطرفة ترى في القوة معيارًا للحق، ويتعاملان مع مؤسسات الدولة العميقة كعدو داخلي، ويبتعدان عن التحالفات التقليدية مع الديمقراطيات الغربية.

وفي تناوله لفكرة "العالم ما بعد أمريكا" و"ما بعد إسرائيل"، قال فريدمان إنه لا يتحدث عن تراجع القوة بقدر ما يتحدث عن تخلٍ طوعي عن القيم الأساسية، موضحًا أن أمريكا "ما بعد ريغان" كما يريدها ترامب، هي أمريكا تنظر بازدراء إلى الاتحاد الأوروبي، وتساوم على دعم أوكرانيا، وتُهمل قوتها الناعمة التي طالما جعلتها متفوقة على روسيا والصين في كسب الحلفاء والمهاجرين الموهوبين.

ونقل فريدمان عن الباحث في جامعة ستانفورد لاري دايموند قوله: "ترامب لا يدمّر فقط الوظائف والقيم، بل يضعف أمريكا حرفيًا"، مضيفًا أن هذا أبعد ما يكون عن أمريكا التي يريد أن ينشأ فيها أحفاده.

وبالنسبة لنتنياهو، أشار فريدمان إلى أنه يسير بخطى مشابهة عبر محاولات متكررة لتقويض استقلال القضاء، واستهداف مسؤولي الأمن كمدير جهاز الشاباك رونين بار، في وقت يُحاكم فيه بتهم فساد، ويتهمه البعض بإطالة أمد الحرب في غزة لأغراض سياسية وشخصية، من بينها البقاء في السلطة وتفادي السجن.

وتابع فريدمان أن نتنياهو يسعى كذلك لإقالة المدعية العامة المستقلة، في ظل جهود ممنهجة لتقليص سلطات المحكمة العليا تمهيدًا لتنفيذ أجندته القومية الدينية التي تشمل ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين، وهو ما يتطلب القضاء على أي قيد قانوني أو رقابي.

ونقل عن ميكي غيتزين، مدير "صندوق إسرائيل الجديد"، قوله إن نتنياهو يعمل على "تفكيك جميع مكونات الديمقراطية"، عبر تنفيذ خطوات متزامنة لخلق فوضى تربك الجمهور وتنهك المعارضة، فتنهار المقاومة تدريجيًا.

وفي ختام مقاله، قال فريدمان إن تحالف نتنياهو وترامب لا يهدد الديمقراطية فقط، بل يزيف الخطاب العام من خلال استخدام تهمة "معاداة السامية" لإسكات المنتقدين، محذرًا من أن مستقبل أمريكا و"إسرائيل" يسير نحو نسخة مشوهة وخطيرة من الهوية الوطنية لكل منهما.